نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 122
وأنا لكم قال [١] وبكم غير كثير. للّه أنتم!! أما دين
يجمعكم ، ولا حميّة تشحذكم [٢]؟
أوليس عجبا أنّ معاوية يدعو الجفاة الطّغام فيتّبعونه [٣] على غير معونة ولا عطاء ، وأنا أدعوكم
وأنتم تريكة الإسلام [٤] ، وبقيّة النّاس إلى
المعونة وطائفة من العطاء فتتفرّقون عنّى ، وتختلفون علىّ؟! إنّه لا يخرج إليكم من
أمرى رضا فترضونه [٥] ولا سخط فتجتمعون
عليه ، وإن أحبّ ما أنا لاق إلىّ الموت. قد دارستكم الكتاب [٦] وفاتحتكم
الحجاج ، وعرّفتكم ما أنكرتم ، وسوّغتكم ما مججتم ، لو كان الأعمى يلحظ [٧] أو النّائم يستيقظ!! وأقرب بقوم من
الجهل باللّه قائدهم معاوية ومؤدّبهم ابن النّابغة [٨]
[١] قال : أى كاره ،
وغير كثير بكم : أى إنى أفارق الدنيا وأنا فى قلة من الأعوان وإن كنتم حولى
كثيرين. ويدل عليه قوله فيما بعد : للّه أنتم
[٣] الجفاة : جمع
جاف أى غليظ ، والطغام بالفتح : أرذال الناس ، والمعونة : ما يعطى للجند لاصلاح
السلاح وعلف الدواب زائدا على العطاء المفروض والأرزاق المعينة لكل منهم
[٤] التريكة كسفينة : بيضة
النعامة بعد أن يخرج منها الفرخ تتركها فى مجثمها ، والمراد أنتم خلف الاسلام وعوض
السلف.
[٥] يريد أنه لا يوافقكم
منى شىء لا ما يرضى ولا ما يسخط!!
[٦] أى : قرأت عليكم
القرآن تعليما وتفهيما ، وفاتحتكم : مجرده «فتح» بمعنى قضى ، فهو بمعنى فاضيتكم ، أى
: حاكمتكم ، والحجاج : المحاجة ، أى : قاضيتكم عند الحجة حتى قضت عليكم بالعجز عن
الخصام. وعرفتكم الحق الذى كنتم تجهلونه ، وسوغت لأذواقكم من مشرب الصدق ما كنتم
تمجونه وتطرحونه