أحمد اللّه على ما قضى من أمر ، وقدّر
من فعل ، وعلى ابتلائى بكم أيّتها الفرقة الّتى إذا أمرت لم تطع ، وإذا دعوت لم
تجب ، إن أمهلتم خضتم [٢]
وإن حوربتم خرتم! وإن اجتمع النّاس على إمام طعنتم ، وان أجئتم إلى مشاقّة نكصتم.
لا أبا لغيركم [٣]
ما تنظرون بنصركم ربّكم ، والجهاد على حقّكم :
الموت أو الذّلّ لكم! فو اللّه لئن جاء
يومى ـ ولياتينّى ـ ليفرّقنّ بينى وبينكم
لفظ اللطيف إطلاقا
للفظ السبب على المسبب ، وربما أطلق هذا الاسم عليه تعالى بمعنى أنه يفعل مع عباده
الألطاف التى تقربهم من الطاعة وتبعدهم من المعصية بمنه وكرمه. والجفاء : الغلظ
والخشونة (١) تعنو : تذل ، ووجب القلب يجب وجيبا ووجبانا : خفق واضطراب
[٢] أمهلتم : أخرتم
، ويروى فى مكانه «أهملتم» أى : خليتم وتركتم و «خضتم» أى : تفاوضتم وأخذتم ، أى :
فى الكلام الباطل ، و «خرتم» أى : ضعفتم وجبنتم ، ويجوز أن يكون معنى «خرتم» صحتم
، وكان لكم خوار ، وفى التنزيل : «فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً
جَسَداً لَهُ خُوٰارٌ» ويروى «جرتم» بالجيم
بدل الخاء ، ومعناه عدلتم عن الحرب جبنا. وأجئتم : ألجئتم ، والمشاقة : المراد بها
الحرب ، ونكصتم : رجعتم القهقرى.
[٣] المعروف فى
التقريع «لا أبا لكم ، ولا أبا لك»! وهو دعاء بفقد الأب او تعيير بجهله ، فتلطف
الامام بتوجيه الدعاء أو الذم لغيرهم
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 121