نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 113
ألا وإنّ القدر السّابق قد وقع ، والقضاء
الماضى قد تورّدّ [١]
وإنّى متكلّم بعدة اللّه وحجّته ، قال اللّه تعالى : «إِنَّ اَلَّذِينَ قٰالُوا رَبُّنَا
اَللّٰهُ ثُمَّ اِسْتَقٰامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
اَلْمَلاٰئِكَةُ أَلاّٰ تَخٰافُوا وَلاٰ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ اَلَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ»
وقد قلتم ربّنا اللّه ، فاستقيموا على كتابه وعلى منهاج أمره ، وعلى الطّريقة
الصّالحة من عبادته ، ثمّ لا تمرقوا منها ، ولا تبتدعوا فيها ، ولا تخالفوا عنها ،
فإنّ أهل المروق منقطع بهم عند اللّه يوم القيامة ، ثمّ إيّاكم وتهزيع الأخلاق وتصريفها
[٢] واجعلوا
اللّسان واحدا ، وليخزن الرّجل لسانه [٣]
فإنّ هذا اللّسان جموح بصاحبه ، واللّه ما أرى عبدا يتّقى تقوى تنفعه حتّى يخزن
لسانه ، وإنّ لسان المؤمن من وراء قلبه [٤] ، وإنّ قلب المنافق
من وراء لسانه ، لأنّ
[١] تورد : هو تفعل
كتنزل ، أى : ورد شيئا بعد شىء. والمراد من القضاء الماضى ما قدر حدوثه من حادثة
الخليفة الثالث وما تبعها من الحوادث ، وعدة اللّه ـ بكسر ففتح مخفف ـ : هى وعده ،
أى : لا تخرجوا منها.
[٢] تهزيع الشىء : تكسيره
، والصادق إذا كذب فقد انكسر صدقه ، والكريم إذا لؤم فقد انثلم كرمه. فهو نهى عن
حطم الكمال بمعول النقص. و «تصريف الأخلاق» : من «صرفته» إذا قلبته ، نهى عن
النفاق والتلون فى الأخلاق ، وهو معنى الأمر بجعل اللسان واحدا
[٣] ليخزن ـ كينصر ـ
أى : ليحفظ لسانه ، والجموح : من «جمح الفرس» إذا غلب فارسه فيوشك أن يطرح به فى
مهلكة فيرديه.
[٤] لسان المؤمن تابع
لاعتقاده لا يقول إلا ما يعتقد ، والمنافق يقول ما ينال به غايته الخبيثة ، فاذا
قال شيئا أخطره على قلبه حتى لا ينساه فيناقضه مرة أخرى «٨ ـ ن ـ ج ـ ٢» فيكون
قلبه تابعا للسانه
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 113