نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 111
أنّ هذا القرآن هو
النّاصح الّذى لا يغشّ ، والهادى الّذى لا يضلّ ، والمحدّث الّذى لا يكذب ، وما
جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان : زيادة فى هدى ، ونقصان من
عمى. واعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة [١] ولا لأحد قبل القرآن من غنى ، فاستشفوه
من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم [٢]
فإنّ فيه شفاء من أكبر الدّاء ، وهو الكفر والنّفاق والغىّ والضّلال. فاسألوا
اللّه به [٣]
وتوجّهوا إليه بحبّه ، ولا تسألوا به خلقه. إنّه ما توجّه العباد إلى اللّه بمثله
، واعلموا أنّه شافع ومشفّع ، وقائل ومصدّق ، وأنّه من شفع له القرآن يوم القيامة
شفّع فيه [٤] ومن محل به القرآن
يوم القيامة صدق عليه ، فإنّه ينادى مناد يوم القيامة : «ألا إنّ كلّ حارث مبتلى
فى حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن» فكونوا من حرثته وأتباعه ،
[١] أى : فقر وحاجة
إلى هاد سواه يرشد إلى مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال ، وسائق إلى شرف المنازل وغايات
المجد والرفعة
[٣] فاطلبوا من
اللّه ما تحبون من سعادة الدنيا والآخرة باتباعه ، وأقبلوا على اللّه بالرغبة فى
اقتفاء هديه ، وهو المراد من حبه ، ولا تجعلوه آلة لنيل الرغبات من الخلق ، لأنه
ما تقرب العباد إلى اللّه بمثل احترامه والأخذ به كما أنزل اللّه.
[٤] شفاعة القرآن : نطق
آياته بانطباقها على عمل العامل ، ومحل به ـ مثلث الحاء ـ كاده بتبيين سيئاته عند
السلطان ، كناية عن مباينة أحكامه لما أتاه العبد من أعماله.
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 111