نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 108
شكّ من الخصلتين لقد
كان ينبغى له أن يعتزله ويركد جانبا [١]
ويدع النّاس معه ، فما فعل واحدة من الثّلاث ، وجاء بأمر لم يعرف بابه ، ولم تسلم
معاذيره.
١٧٠ ـ ومن خطبة له عليه
السّلام
أيّها الغافلون غير المغفول عنهم ، والتّاركون
المأخوذ منهم [٢]
ما لى أراكم عن اللّه ذاهبين ، وإلى غيره راغبين؟ كأنّكم نعم أراح بها سائم إلى
مرعى وبىّ ، ومشرب دوىّ [٣]!!
إنّما هى كالمعلوفة للمدى ، لا تعرف ما ذا يراد بها : إذا أحسن إليها تحسب يومها
دهرها [٤] وشبعها أمرها ، واللّه لو شئت أن أخبر كلّ رجل
منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت [٥] ولكن أخاف
[١] ويركد جانبا : يسكن
فى جانب عن القاتلين والناصرين
[٢] «التاركون ـ الخ»
أى : إن التاركين لما أمروا به المأخوذة منهم أعمارهم تطويها عنهم يد القدرة ساعة
بعد ساعة ، فالمأخوذ منهم صفة للتاركين.
[٣] النعم ـ محركة ـ
الابل ، أو هى والغنم ، و «أراح بها» : ذهب بها ، وأصل الاراحة : الانطلاق فى
الريح فاستعمله فى مطلق الانطلاق ، والسائق : الراعى ، والوبى : الردى ، يجلب
الوباء ، والدوى : الوبيل ، يفسد الصحة أصله من الدوا ـ بالقصر ـ أى : المرض. والمدى
: جمع مدية ، وهى السكين ، أى : معلوفة للذبح
[٤] «تحسب
يومها دهرها» أى : لا تنظر إلى عواقب أمورها فلا تعد شيئا لما بعد يومها ، ومتى
شبعت ظنت أنه لا شأن لها بعد هذا الشبع. هذا كلام كأنه ثوب فصل على أقدار أهل هذا
الزمان
[٥] «بمخرجه
ـ الخ» أى : من أين يخرج ، وأين يلج : أى يدخل :
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 108