نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 102
الّتى جعلتها قرارا
للأنام ، ومدرجا للهوامّ والأنعام ، وما لا يحصى ممّا يرى وممّا لا يرى ، وربّ
الجبال الرّواسى الّتى جعلتها للأرض أوتادا وللخلق اعتمادا [١] ـ إن أظهرتنا على عدوّنا فجنّبنا البغى
، وسدّدنا للحقّ ، وإن أظهرتهم علينا فارزقنا الشّهادة واعصمنا من الفتنة.
أين المانع للذّمار [٢] والغائر عند نزول الحقائق من أهل
الحفاظ؟! العار وراءكم ، والجنّة أمامكم.
الحمد للّه الّذى لا توارى عنه سماء
سماء [٤] ولا أرض أرضا
منها
: وقد قال قائل : إنّك على هذا الأمر يا
ابن أبى طالب لحريص!
[١] «اعتمادا» أى : معتمدا
، أى : ملجأ يعتصمون بها إذا طردتهم الغارات من السهول ، وكما هى كذلك للانسان هى
أيضا للحيوانات تعتصم بها
[٢] الذمار ـ ككتاب
ـ : ما يلزم الرجل حفظه من أهله وعشيرته ، والغائر : من «غار على امرأته أو قرينته»
أن يمسها أجنبى ، والحقائق : وصف لا اسم ، يريد النوازل الثابتة التى لا تدفع ، بل
لا تقلع إلا بعازمات الهمم ، و «من أهل الحفاظ» : بيان للمانع والغائر ، والحفاظ.
الوفاء ورعاية الذمم
[٣] قيل : قال على
عليه السلام هذا الكلام يوم السقيفة بعد موت النبى صلى اللّه عليه وسلم ، والذى
قال له «إنك على هذا الأمر لحريص» هو أبو عبيدة بن الجراح ، وقيل : بل قال هذا
الكلام بعد مقتل عمر عند الشورى ، والقائل له «إنك ـ الخ» صعد بن أبى وقاص