نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 100
إليكم أبدا حتّى
يأرز الأمر إلى غيركم [١]
إنّ هؤلاء قد تمالأوا على سخطة إمارتى [٢]
، وسأصبر ما لم أخف على جماعتكم ، فإنّهم إن تمّموا على فيالة هذا الرّأى [٣] انقطع نظام المسلمين ، وإنّما طلبوا
هذه الدّنيا حسدا لمن أفاءها اللّه عليه ، فأرادوا ردّ الأمور على أدبارها ، ولكم
علينا العمل بكتاب اللّه تعالى وسيرة رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، والقيام
بحقّه ، والنّعش لسنّته [٤].
١٦٥ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
كلم به بعض العرب ، وقد أرسله قوم من
أهل البصرة لما قرب عليه السلام منها ليعلم لهم منه حقيقة حاله مع أصحاب الجمل
لتزول الشبهة من نفوسهم ، فبين له عليه السلام من أمره معهم ما علم به أنه على
الحق ، ثم قال له : بايع! فقال : إنى رسول قوم ولا أحدث حدثا حتى أرجع إليهم ، فقال
عليه السلام : أرأيت لو أنّ الّذين وراءك بعثوك رائدا تبتغى لهم مساقط الغيث فرجعت
إليهم وأخبرتهم عن الكلأ والماء فخالفوا إلى المعاطش والمجادب ، ما كنت
[٢] تمالأوا : اتفقوا
، وتعاونوا. والسخطة ـ بالفتح ـ الكراهة ، وعدم الرضا والمراد من هؤلاء من انقض
عليه من طلحة والزبير رضى اللّه عنهما والمنضمين إليهما
[٣] فيالة الرأى ـ بالفتح
ـ : ضعفه ، و «أفاءها عليه» : رجعها إليه