نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 10
١٢٢ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
لما عوتب على التسوية فى العطاء
أتأمرونّى أن أطلب النّصر بالجور فيمن
ولّيت عليه؟ واللّه ما أطور به ما سمر سمير [١]
وما أمّ نجم فى السّماء نجما [٢]
لو كان المال لى لسوّيت بينهم ، فكيف وإنّما المال مال اللّه!؟ ألا وإنّ إعطاء
المال فى غير حقّه تبذير وإسراف ، وهو يرفع صاحبه فى الدّنيا ، ويضعه فى الآخرة ،
ويكرمه فى النّاس ، ويهينه عند اللّه ، ولم يضع امرؤ ماله فى غير حقّه ولا عند غير
أهله إلاّ حرمه اللّه شكرهم ، وكان لغيره ودّهم ، فإن زلّت به النّعل يوما فاحتاج
إلى معونتهم فشرّ خدين [٣]
وألأم خليل.
[١] ما أطور به : من
«طار يطور حول الشىء» أى : ما آمر به ، ولا أقاربه ، مبالغة فى الابتعاد عن العمل
بما يقولون. و «ما سمر سمير» أى : مدى الدهر. وهو مثل ، والمشهور فيه «ما سمر ابنا
سمير» قالوا : السمير هو الدهر وابناه الليل والنهار ، وقيل : السمير هو السمر ، وجعل
الليل والنهار ابنيه لأنه يسمر فيهما ، وربما قالوا : «لا أفعله السمر والقمر» أى
: ما دام الناس يسمرون فى ليالى القمر ، وقد يقولون «لا أفعله سمير الليالى» ومنه
قول الشنفرى فى بعض رواياته : ـ
[٣] خدين : صديق ، وأصل
هذه المسألة أن أبا بكر الصديق رضى اللّه عنه كان يسوى بين المسلمين فى قسمة الفىء
والصدقات ، فلما أفضت الخلافة إلى أبى حفص عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه فضل
السابقين من المهاجرين على غيرهم ، وجمهور المهاجرين على الأنصار ، والعرب على
العجم ، فلما كان عهد
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 10