نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 89
الآخرة. ألا وإنّ
الدّنيا قد ولّت حذّاء [١]
فلم يبق منها إلاّ صبابة [٢]
كصبابة الإناء اصطبّها صابّها ، ألا وإنّ الآخرة قد أقبلت ولكلّ منهما بنون ، فكونوا
من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا أبناء الدّنيا فإنّ كلّ ولد سيلحق بأمّه يوم القيامة
، وإنّ اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل. قال الشريف : أقول : الحذاء.
السريعة ، ومن الناس من يرويه جذاء [٣]
٤٣
ـ ومن كلام له عليه السّلام
وقد أشار عليه أصحابه بالاستعداد للحرب
بعد إرساله جرير ابن عبد اللّه البجلى إلى معاوية
إنّ استعدادى لحرب أهل الشّام وجرير
عندهم إغلاق للشّام ، وصرف لأهله عن خير إن أرادوه. ولكن قد وقّتّ لجرير وقتا لا
يقيم بعده إلاّ مخدوعا أو عاصيا. والرّأى عندى مع الأناة فأرودوا ولا أكره لكم
الإعداد [٤]
التدارك فى الأوقات
المقبلة ، وهذا من أقبح الصفات ، أما قوة الأمل فى نجاح الأعمال الصالحة ، ثقة باللّه
ويقينا بعونه ، فهى حياة كل فضيلة ، وسائقة لكل مجد ، والمحرومون منها آيسون من
رحمة اللّه ، تحسبهم أحياء وهم أموات لا يشعرون.
[٤] يقول أمير المؤمنين
إنه أرسل جريرا ليخابر معاوية وأهل الشام فى البيعة له ، والدخول فى طاعته ، ولم
ينقطع الأمل منهم ، فاستعداده للحرب ، وجمعه الجيوش ، وسوقها إلى أرضهم ، إغلاق
لأبواب السلم على أهل الشام ، وصرف لهم عن الخير إن كانوا يريدونه
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 89