فأنا نذيركم أن تصبحوا صرعى بأثناء هذا
النّهر ، وبأهضام هذا الغائط [٢]
(٦ ـ ن ـ ج ـ (١) وظن أن
النصح غير نصح ، وأن الصواب ما أجمعوا عليه وتلك سنة البشر : إذا كثر المخالف
للصواب اتهم المصيب نفسه. وقوله «ضن الزند بقدحه» أى : أنه لم يعدله بعد ذلك رأى
صالح لشدة ما لقى من خلافهم ، وهكذا المشير الناصح إذا اتهم واستغش عشت بصيرته
وفسد رأيه. «وأخو هوازن» هو دريد بن الصمة ، ومنعرج اللوى : اسم مكان ، وأصل اللوى
من الرمل : الجدد يعد الرملة. ومنعرجه : منعطفه يمنة ويسرة. وفى هذه القصيدة.
فلما عصونى كنت
منهم ، وقد أرى
غوايتهم ، وأننى
غير مهتدى
وما أنا إلا من
غزية إن غوت
غويت ، وإن ترشد
غزية أرشد
[١] النهروان : اسم لأسفل نهر بين لخافيق ، وطرفاء على مقربة من
الكوفة فى طرف صحراء حروراء. ويقال لأعلى ذلك النهر «تامر» ، وكأن الذين خرجوا على
أمير المؤمنين وخطأوه فى التحكيم قد نقضوا بيعته ، وجهروا بعداوته ، وصاروا له
حربا ، واجتمع معظمهم عند ذلك الموضع ، وهؤلاء يلقبون بالحرورية لما تقدم أن الأرض
التى اجتمعوا فيها كانت تسمى حروراء ، وكان رئيس هذه الفئة الضالة حرقوص بن زهير
السعدى ، ويلقب بذى الثدية (تصغير ثدية) خرج اليهم أمير المؤمنين يعظهم فى الرجوع
عن مقالتهم ، والعودة إلى بيعتهم ، فأجابوا النصيحة برمى السهام وقتال أصحابه كرم
اللّه وجهه ، فأمر بقتالهم ، وتقدم القتال بهذا الانذار الذى تراه
[٢] صرعى : جمع صريع
، أى : طريح ، أى : إنى أحذركم من اللجاج فى العصيان فتصبحوا مقتولين مطروحين : بعضكم
فى أثناء هذا النهر ، وبعضكم بأهضام هذا الغائط. والأهضام : جمع هضم وهو المطمئن
من الوادى. والغائط : ما سفل من
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 82