نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 74
المتجر أن ترى
الدّنيا لنفسك ثمنا ، وممّا لك عند اللّه عوضا ، ومنهم من يطلب الدّنيا بعمل
الآخرة ، ولا يطلب الآخرة بعمل الدّنيا : قد طامن من شخصه ، وقارب من خطوه ، وشمّر
من ثوبه ، وزخرف من نفسه للأمانة ، واتّخذ ستر اللّه ذريعة إلى المعصية [١] ، ومنهم من أبعده عن طلب الملك ضؤولة
نفسه [٢] ، وانقطاع
سببه ، فقصرته الحال على حاله ، فتحلّى باسم القناعة ، وتزيّن بلباس أهل الزّهادة
، وليس من ذلك فى مراح ولا مغدى. وبقى رجال غضّ أبصارهم ذكر المرجع [٣] ، وأراق دموعهم خوف المحشر ، فهم
يطلب الامارة وما هى
من حقه ، ويجهر بذلك فهو مصلت لسيفه ـ أى : سال له ـ على أعناق الذين لا يسمعون
لسلطان الباطل ، والمعلن : المظهر ، والمجلب بخيله : من «أجلب القوم» أى : جلبوا
وتجمعوا من كل أوب للحرب ، والرجل : جمع راجل ، كالركب جمع راكب والصحب جمع صاحب ،
وهو قليل ، و «أشرط نفسه» أى : هيأها وأعدها للشر والفساد فى الأرض ، أو للعقوبة
وسوء العاقبة و «أوبق دينه» أهلكه. والحطام : المال ، وأصله ما تكسر من اليبس.
ينتهزه : يغتنمه أو يختلسه ، والمقنب : طائفة من الخيل ما بين الثلاثين إلى
الأربعين ، وإنما يطلب قود المقنب تعززا على الناس وكبرا ، وفرع المنبر ـ بالفاء ـ
أى علاه وفى علو المنبر والخطبة على الناس من الرفعة ما يبعث على الطلب فهذا القسم
قد أضاع دينه وأفسد الناس فى طلب هذه الشهوات المذكورة.
[٢] الضؤولة ـ بالضم
ـ : الضعف ، وهذا هو القسم الرابع ، وليس من الزهادة فى ذهاب ولا إياب ، أى : لا
فعل ولا ترك
[٣] هذا قسم خامس
للناس مطلقا ، والأقسام الأربعة للناس المعروفين الواقعين تحت نظر العامة. فقوله
فيما سبق : «فالناس أربعة أصناف» إنما يريد به الذين يعرفهم النظر الجلى ناسا ، أما
الرجال الذين غضوا
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 74