نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 62
وأسرع خفوفا [١] لأنه لا ماء فيه. وإنما يكون السحاب
ثقيل السير لامتلائه بالماء ، وذلك لا يكون فى الأكثر إلا زمان الشتاء ، وإنما
أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذا دعوا ، والإغاثة إذا استغيثوا ، والدليل على ذلك
قوله هنالك لو دعوت أتاك منهم
٢٦ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
إنّ اللّه بعث محمّدا صلّى اللّه عليه وسلّم
وآله نذيرا للعالمين ، وأمينا على التّنزيل ، وأنتم معشر العرب على شرّ دين ، وفى
شرّ دار ، منيخون بين حجارة خشن ، وحيّات صمّ [٢]
تشربون الكدر ، وتأكلون الجشب [٣]
، وتسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم ، الأصنام فيكم منصوبة ، والآثام بكم معصوبة [٤] ومنها.
فنظرت فإذا ليس لى معين إلاّ أهل بيتى فضننت بهم عن الموت ، وأغضيت عن القذى ، وشربت
على الشّجى ، وصبرت على أخذ
[١] مصدر غريب لخف
بمعنى انتقل وارتحل مسرعا ، والمصدر المعروف خفا
[٢] الخشن : جمع
خشناء من الخشونة ، ووصف الحيات بالصم لأنها أخبثها إذ لا تنزجر ، وبادية الحجاز وأرض
العرب يغلب عليها القفر والغلظ ، فأكثر أراضيها حجارة خشنة ، غليظة ، ثم إنه يكثر
فيها الأفاعى والحيات ، فأبدلهم اللّه منها الريف ولين المهاد من أرض العراق والشام
ومصر وما شابهها
[٣] الجشب : الطعام
الغليظ ، أو ما يكون منه بغير أدم
[٤] معصوبة : مشدودة
تمثيل للزومها لهم وقد جمع فى وصف حالهم بين فساد المعيشة وفساد العقيدة والملة
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 62