نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 31
بطنته [١] فما راعنى إلاّ والنّاس كعرف الضّبع
إلىّ [٢] ينثالون
علىّ من كلّ جانب ، حتّى لقد وطىء الحسنان ، وشقّ عطفاى ، مجتمعين حولى كربيضة
الغنم [٣] فلمّا نهضت
بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت أخرى ، وقسط آخرون [٤] كأنّهم لم يسمعوا كلام
اللّه حيث يقول : «تِلْكَ
اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ
عُلُوًّا فِي اَلْأَرْضِ وَلاٰ فَسٰاداً وَاَلْعٰاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ» بلى! واللّه لقد
سمعوها ووعوها ، ولكنّهم حليت الدّنيا فى أعينهم [٥] وراقهم
زبرجها ، أما والّذى فلق الحبّة ، وبرأ النّسمة [٦] لو
لا حضور الحاضر [٧]
[١] البطنة ـ بالكسر
ـ البطر والأشر والكظة (أى : التخمة والاسراف فى الشبع) ، وكبت به : من كبا الجواد
إذا سقط لوجهه
[٢] عرف الضبع : ما
كثر على عنقها من الشعر ، وهو ثخين ، يضرب به المثل فى الكثرة والازدحام. وينثالون
: يتتابعون مزدحمين ، والحسنان : ولداه الحسن والحسين وشق عطفاه : خدش جانباه من
الاصطكاك. وفى رواية «شق عطافى» والعطاف الرداء. وكان هذا الازدحام لأجل البيعة
على الخلافة.
[٣] ربيضة الغنم : الطائفة
الرابضة من الغنم ، يصف ازدحامهم حوله وجثومهم بين يديه.
[٤] الناكثة : أصحاب
الجمل ، والمارقة : أصحاب النهروان. والقاسطون ـ أى الجائرون ـ أصحاب صفين.
[٥] حليت الدنيا : من
حليت المرأة إذا تزينت بحليها. والزبرج : الزينة من وشى أو جوهر.