نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 28
ما تشطّرا ضرعيها [١] فصيّرها فى حوزة خشناء يغلظ كلامها [٢] ، ويخشن مسّها ، ويكثر العثار فيها ، والاعتذار
منها ، فصاحبها كراكب الصّعبة [٣]
إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحّم ، فمنى النّاس لعمر اللّه ـ بخبط وشماس [٤] وتلوّن
واعتراض ، فصبرت على طول المدّة ، وشدّة المحنة ، حتّى
[١] لشد ما تشطر
ضرعيها : جملة شبه قسمية اعترضت بين المتعاطفين فالفاء فى فصيرها عطف على عقدها. وتشطر
مسند إلى ضمير التثنية. وضرعيها تثنية ضرع وهو للحيوانات مثل الثدى للمرأة. قالوا
: إن للناقة فى ضرعها شطرين كل خلفين شطر. ويقال : شطر بناقته تشطيرا ، صر خلفيها
وترك خلفين. والشطر أيضا : أن تحلب شطرا وتترك شطرا ، فتشطرا أى : أخذ كل منهما
شطرا. وسمى شطرى الضرع ضرعين مجازا : وهو ههنا من أبلغ أنواعه حيث إن من ولى
الخلافة لا ينال الأمر إلا تاما ، ولا يجوز أن يترك منه لغيره سهما ، فأطلق على
تناول الأمر واحدا بعد واحد اسم التشطر والاقتسام ، كأن أحدهما ترك منه شيئا للآخر
، وأطلق على كل شطر اسم الضرع نظرا لحقيقة ما نال كل
[٢] الكلام ـ بالضم
ـ الأرض الغليظة وفى نسخة كلمها. وإنما هو بمعنى الجرح كأنه يقول : خشونتها تجرح
جرحا غليظا
[٣] الصعبة من الابل
: ما ليست بذلول ، وأشنق البعير ، وشنقة : كفه بزمامه حتى ألصق ذفراه (العظم
الناتىء خلف الأذن) بقادمة الرحل ، أو رفع رأسه وهو راكبه ، واللام هنا زائدة
للتحلية ولتشاكل أسلس. وأسلس : أرخى ، وتقحم : رمى بنفسه فى الفحمة ، أى : الهلكة
، وسيأتى معنى هذه العبارة فى الكتاب ، وراكب الصعبة : إما أن يشنقها فيخرم أنفها
، وإما أن يسلس لها فترمى به فى مهواة تكون فيها هلكته
[٤] منى الناس : ابتلوا
وأصيبوا ، والشماس ـ بالكسر ـ إباء ظهر الفرس عن الركوب ، والنفار والخبط : السير
على غير جادة. والتلون : التبدل والاعتراض : السير على غير خط مستقيم ، كأنه يسير
عرضا فى حال سيره طولا يقال : بعير عرضى ، يعترض فى سيره لأنه لم يتم رياضته ، وفى
فلان عرضية ، أى. عجرفة وصعوبة
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 28