نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 26
وطويت عنها كشحا. وطفقت
أرتئى بين أن أصول بيد جذّاء [١]
أو أصبر على طخية عمياء [٢]
يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصّغير ، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه [٣] فرأيت أنّ الصّبر على هاتا أحجى [٤] فصبرت
وفى العين قذى ، وفى الحلق شجا [٥] أرى تراثى نهبا ، حتّى
مضى الأوّل لسبيله ، فأدلى بها إلى فلان بعده [٦] (ثمّ
تمثّل بقول الأعشى) شتّان ما يومى على كورها ويوم حيّان أخى جابر [٧]
[١] وطفقت الخ : بيان
لعلة الاغضاء ، والجذاء بالجيم والذال المعجمة وبالحاء المهملة والدال المهملة
أيضا بدلا من الجيم والذال المعجمتين : بمعنى المقطوعة. ويقولون : رحم جذاء ، أى :
لم توصل ، وسن جذاء أى متهتمة. والمراد هنا ليس ما يؤيدها. كأنه قال : تفكرت فى
الأمر فوجدت الصبر أولى فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا.
[٢] طخية ـ بطاء
فخاء بعدها ياء ، ويثلث أولها ـ أى : ظلمة ، ونسبة العمى اليها مجاز عقلى ، وإنما
يعمى القائمون فيها إذ لا يهتدون إلى الحق ، وهو تأكيد لظلام الحال واسودادها.
[٤] أحجى : ألزم ، من
حجى به كرضى : أولع به ولزمه. ومنه هو حجى بكذا أى : جدير ، وما أحجاه وأحج به ، أى
: أخلق به ، وأصله من الحجا بمعنى العقل فهى أحجى أى أقرب إلى العقل ، وهاتا بمعنى
هذه ، أى : رأى الصبر على هذه الحالة التى وصفها أولى بالعقل من الصولة بلا نصير.
[٥] الشجا : ما اعترض فى
الحلق من عظم ونحوه. والتراث : الميراث