المنبعق [١] والرّبيع المغدق [٢] والنّبات المونق [٣] سحّا وابلا [٤] تحيى به ما قد مات ، وتردّ به ما قد فات. اللّهمّ سقيا منك ، محيية ، مروية ، تامّة ، عامّة ، طيّبة ، مباركة ، هنيئة ، مريعة [٥] زاكيا نبتها [٦] ، ثامرا فرعها ، ناضرا ورقها ، تنعش بها الضّعيف من عبادك ، وتحيى بها الميت من بلادك. اللّهمّ سقيا منك تعشب بها نجادنا [٧] وتجرى بها وهادنا ، وتخصب بها جنابنا [٨] وتقبل بها ثمارنا ، وتعيش بها مواشينا ، وتندى بها أقاصينا [٩] ، وتستعين بها ضواحينا [١٠] من بركاتك الواسعة ، وعطاياك الجزيلة على بريّتك المرملة [١١] ووحشك المهملة ، وأنزل علينا سماء مخضلة [١٢] مدرارا هاطلة ، يدافع الودق منها الودق [١٣] ، ويحفز القطر منها القطر [١٤] غير خلّب برقها [١٥] ولا جهام
[١] «انبعق المزن» : انفرج عن المطر كأنما هو حى انشقت بطنه فنزل ما فيها
[٢] أغدق المطر : كثر ماؤه
[٣] من «آنقنى» : إذا أعجبنى ، أو من «آنقه» : إذا سره وأفرحه
[٤] سحا : صبا ، والوابل : الشديد من المطر الضخم القطر
[٥] المريعة ـ بفتح الميم ـ : الخصيبة
[٦] زاكيا : ناميا ، وثامرا : مثمرا آتيا بالثمر
[٧] جمع نجد : وهو ما ارتفع من الأرض ، والوهاد : جمع وهدة ، وهو ما انخفض منها
[٨] الجناب : الناحية
[٩] القاصية : الناحية أيضا ، أو هى بمعنى البعيدة عنا من أطراف بلادنا ، فى مقابلة «جنابنا»
[١٠] ضاحية المال : التى تشرب ضحى ، والضواحى : جمعها
[١١] بصيغة الفاعل : الفقيرة
[١٢] مخضلة : من «أخضله» إذا بله
[١٣] الودق : المطر
[١٤] يحفز : يدفع
[١٥] البرق الخلب : ما يطمعك فى المطر ولا مطر معه