responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 224

يرتدّ! فسبحان اللّه!! ما أقرب الحىّ من الميّت للحاقه به ، وأبعد الميّت من الحىّ لانقطاعه عنه. إنّه ليس شىء بشرّ من الشّرّ إلاّ عقابه ، وليس شىء بخير من الخير إلاّ ثوابه وكلّ شىء من الدّنيا سماعه أعظم من عيانه ، وكلّ شىء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه ، فليكفكم من العيان السّماع ، ومن الغيب الخبر ، واعلموا أنّ ما نقص من الدّنيا وزاد فى الآخرة خير ممّا نقص فى الآخرة وزاد فى الدّنيا ، فكم من منقوص رابح ومزيد خاسر. إنّ الّذى أمرتم به أوسع من الّذى نهيتم عنه ، وما أحلّ لكم أكثر ممّا حرّم عليكم ، فذروا ما قلّ لما كثر ، وما ضاق لما اتّسع ، قد تكفّل لكم بالرّزق ، وأمرتم بالعمل ، فلا يكوننّ المضمون لكم طلبه أولى [١] بكم من المفروض عليكم عمله ، مع أنّه ، واللّه ، لقد اعترض الشّكّ ودخل اليقين [٢] حتّى كأنّ الّذى ضمن لكم قد فرض عليكم ، وكأنّ الّذى قد فرض عليكم قد وضع عنكم! فبادروا العمل ، وخافوا بغتة الأجل ، فانّه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرّزق [٣] ما فات من الرّزق رجى غدا زيادته ، وما فات أمس من العمر لم يرج


[١] طلبه : مبتدأ خبره «أولى» وجملتهما خبر «يكون»

[٢] دخل ـ كفرح ـ خالطه فساد الأوهام

[٣] الذى يفوت من العمر لا يرجى رجوعه ، بخلاف الذى يفوت من الرزق ، فانه يمكن تعويضه.

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست