responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 223

حتّى أسهرت لياليهم ، وأظمأت هواجرهم [١] فأخذوا الرّاحة بالنّصب [٢] والرّىّ بالظّمأ ، واستقربوا الأجل ، فبادروا العمل ، وكذّبوا الأمل ، فلاحظوا الأجل. ثمّ إنّ الدّنيا دار فناء وعناء ، وغير وعبر : فمن الفناء أنّ الدّهر موتّر قوسه [٣] لا تخطىء سهامه ، ولا تؤسى جراحه [٤] يرمى الحىّ بالموت والصّحيح بالسّقم ، والنّاجى بالعطب ، آكل لا يشبع ، وشارب لا ينقع [٥] ومن العناء أنّ المرء يجمع ما لا يأكل ، ويبنى ما لا يسكن ، ثمّ يخرج إلى اللّه لا مالا حمل ، ولا بناء نقل ، ومن غيرها [٦] أنّك ترى المرحوم مغبوطا ، والمغبوط مرحوما ، ليس ذلك إلاّ نعيما زلّ [٧] وبؤسا نزل ، ومن عبرها أنّ المرء يشرف على أمله ، فيقطعه حضور أجله ، فلا أمل يدرك ، ولا مؤمّل يترك! فسبحان اللّه!! ما أغرّ سرورها ، وأظمأ ريّها ، وأضحى فيئها [٨] ، لا جاء يردّ [٩] ولا ماض


[١] أظمأتها بالصيام

[٢] التعب

[٣] فمن أسباب الفناء كون الدهر قد أوتر قوسه ليرمى بها أبناءه

[٤] تؤسى : تداوى ، من «أسوت الجرح» إذا داويته

[٥] لا ينقع ـ كينفع ـ : لا يشتفى من العطش بالشرب

[٦] غيرها ـ بكسر ففتح ـ تقلبها ، والمرحوم : الذى ترق له وترحمه لسوء حاله يصبح مغبوطا على ما تجدد له من نعمة

[٧] من «زل فلان زليلا وزلولا» اذا مر سريعا ، والمراد انتقل. أو هو الفعل اللازم من «أزل إليه نعمة» أسداها

[٨] أضحى كضحا ، ـ كدعا ـ برز للشمس ، والفىء : الظل بعد الزوال ، أو مطلقا

[٩] الجائى : يريد به الموت.

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست