أحمده استتماما لنعمته ، واستسلاما
لعزّته ، واستعصاما من معصيته. وأستعينه فاقة إلى كفايته ، إنّه لا يضلّ من هداه ،
ولا يئل من عاداه [٢]
، ولا يفتقر من كفاه ، فإنّه أرجح ما وزن [٣]
، وأفضل ما خزن. وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، شهادة ممتحنا
إخلاصها ، معتقدا مصاصها [٤] نتمسّك بها أبدا ما
أبقانا ، وندّخرها لأهاويل ما يلقانا [٥] ، فإنّها عزيمة
الإيمان ، وفاتحة الإحسان ، ومرضاة الرّحمن ، ومدحرة الشّيطان [٦]. وأشهد
أنّ محمّدا عبده ورسوله ، أرسله بالدّين المشهور ، والعلم المأثور [٧] والكتاب المسطور ، والنّور السّاطع ، والضّياء
اللاّمع ، والأمر الصّادع ، إزاحة للشّبهات ، واحتجاجا بالبيّنات ، وتحذيرا
بالآيات ، وتخويفا بالمثلات [٨]
[١] صفين كسجين : محلة
عدها الجغرافيون من بلاد الجزيرة (ما بين الفرات والدجلة) والمؤرخون من العرب
عدوها من أرض سوريا ، وهى اليوم فى ولاية حلب الشهباء. وهذه الولاية كانت من أعمال
سوريا