responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 219

تعلمون ـ بأنّكم تاركوها ، وظاعنون عنها ، واتّعظوا فيها بالّذين قالوا : (من أشدّ منّا قوّة) حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا [١] وأنزلوا الأجداث [٢] فلا يدعون ضيفانا ، وجعل لهم من الصّفيح أجنان [٣] ومن التّراب أكفان [٤] ومن الرّفات جيران [٥] فهم جيرة لا يجيبون داعيا ، ولا يمنعون ضيما ، ولا يبالون مندبة : إن جيدوا لم يفرحوا [٦] وإن قحطوا لم يقنطوا : جميع وهم آحاد ، وجيرة وهم أبعاد ، متدانون لا يتزاورون [٧] وقريبون لا يتقاربون حلماء قد ذهبت أضغانهم ، وجهلاء قد ماتت أحقادهم ، لا يخشى فجعهم [٨] ولا يرجى دفعهم ، استبدلوا بظهر الأرض بطنا ، وبالسّعة ضيقا ، وبالأهل غربة ، وبالنّور ظلمة ، فجاءوها كما فارقوها [٩] حفاة عراة ، قد ظعنوا عنها بأعمالهم إلى الحياة الدّائمة ، والدّار الباقية ، كما قال سبحانه : «كَمٰا بَدَأْنٰا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنٰا إِنّٰا كُنّٰا فٰاعِلِينَ»


[١] لا يقال لهم ركبان ، جمع راكب ، لأن الراكب من يكون مختارا وله التصرف فى مركوبه

[٢] القبور

[٣] الصفيح : وجه كل شىء عريض ، والمراد وجه الأرض ، والأجنان : جمع جنن ـ محركة ـ : وهو القبر

[٤] لأن أكفانهم تبلى ، ولا يغشى أبدانهم سوى التراب

[٥] الرفات : العظام المندقة المحطومة

[٦] جيدوا : مطروا

[٧] متقاربون لا يزور بعضهم بعضا.

[٨] لا تخاف منهم أن يفجعوك بضرر

[٩] جاءوا إلى الأرض ، واتصلوا بها ، بعد ما فارقوها ، وانفصلوا عنها ، فى بدء خليقتهم ، فانهم خلقوا منها كما قال تعالى : «مِنْهٰا خَلَقْنٰاكُمْ وَفِيهٰا نُعِيدُكُمْ» وقوله : «قد ظعنوا عنها» يشير إلى أنهم بعد الموت يذهبون بأرواحهم : إما إلى الجنة ، وإما إلى النار ، كما يرشد إليه الاستشهاد بالآية

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست