responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 212

وفيم أذهب دهره ، ويتذكّر أموالا جمعها : أغمض فى مطالبها [١] وأخذها من مصرّحاتها ومشتبهاتها ، قد لزمته تبعات جمعها [٢] وأشرف على فراقها : تبقى لمن وراءه ينعمون فيها ، ويتمتّعون بها ، فيكون المهنأ لغيره [٣] والعبء على ظهره [٤]. والمرء قد غلقت رهونه بها [٥] فهو يعضّ يده ندامة على ما أصحر له عند الموت من أمره [٦] ، ويزهد فيما كان يرغب فيه أيّام عمره ، ويتمنّى أنّ الّذى كان يغبطه بها ويحسده عليها قد حازها دونه! فلم يزل الموت يبالغ فى جسده حتّى خالط لسانه سمعه [٧] ، فصار بين أهله لا ينطق بلسانه ، ولا يسمع بسمعه : يردّد طرفه بالنّظر فى وجوههم يرى حركات ألسنتهم ، ولا يسمع رجع كلامهم. ثمّ ازداد الموت التياطا [٨] فقبض بصره كما قبض سمعه ، وخرجت الرّوح من جسده فصار جيفة بين أهله : قد أوحشوا من جانبه ، وتباعدوا من


[١] أغمض : لم يفرق بين حلال وحرام كأنه أغمض عينيه فلا يميز ، أو «أغمض» أى : طلبها من أدق الوجوه وأخفاها ، فضلا عن أظهرها وأجلاها

[٢] تبعاتها ـ بفتح فكسر ـ : ما يطالبه به الناس من حقوقهم فيها ، وما يحاسبه به اللّه : من منع حقه منها ، وتخطى حدود شرعه فى جمعها

[٣] المهنأ : ما أتاك من خير بلا مشقة

[٤] العبء : الحمل ، والثقل

[٥] غلقت رهونه : استحقها مرتهنها ، وأعوزته القدرة على تخليصها ، كناية عن تعذر الخلاص

[٦] أصحر له : إذا برز فى الصحراء ، أى : على ما ظهر له وانكشف من أمره

[٧] «خالط لسانه سمعه» : شارك السمع اللسان فى العجز عن أداء وظيفته

[٨] «التياطا» أى : التصاقا به

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست