نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 189
أيّها الشّاهدة أبدانهم ، الغائبة
عقولهم ، المختلقة أهواؤهم ، المبتلى بهم أمراؤهم صاحبكم يطيع اللّه وأنتم تعصونه
، وصاحب أهل الشّام يعصى اللّه وهم يطيعونه؟! لوددت واللّه أنّ معاوية صارفنى بكم
صرف الدّينار بالدّرهم ، فأخذ منّى عشرة منكم وأعطانى رجلا منهم ، يا أهل الكوفة ،
منيت منكم بثلاث واثنتين : صمّ ذوو أسماع ، وبكم ذوو كلام ، وعمى ذوو أبصار ، لا
أحرار صدق عند اللّقاء [١]
، ولا إخوان ثقة عند البلاء ، يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها ، كلّما جمعت من
جانب تفرّقت من جانب آخر ، واللّه لكأنّى بكم فيما إخال [٢] أن لو حمس الوغى ، وحمى الضّراب ، وقد
انفرجتم عن ابن أبى طالب انفراج المرأة عن قبلها [٣] وإنّى لعلى بيّنة من ربّى ، ومنهاج من
نبيّى ، وإنّى لعلى الطّريق الواضح ألقطه لقطا [٤] انظروا أهل بيت
نبيّكم فالزموا سمتهم[٥] واتّبعوا أثرهم ، فلن
يخرجوكم من هدى ،
[١] هاته وما بعدها
هما الثنتان ، وما قبلها هى الثلاثة
[٢] إخال : أظن ، وحمس
ـ كفرح ـ اشتد ، والوغى : الحرب
[٣] انفراج المرأة
عن قبلها عند الولادة ، أو عند ما يشرع عليها سلاح ، والمشابهة فى العجز والدناءة
فى العمل.
[٤] اللقط : أخذ الشىء
من الأرض ، وإنما سمى اتباعه لمنهاج الحق لقطا لأن الحق واحد ، والباطل الوان
مختلفة ، فهو يلتقط الحق من بين ضروب الباطل