responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 168

الحجب ، وسرادقات المجد [١] ووراء ذلك الرّجيج الّذى تستكّ منه الأسماع سبحات نور تردع الأبصار عن بلوغها [٢] فتقف خاسئة على حدودها [٣] ، أنشأهم على صور مختلفات ، وأقدار متفاوتات أولى أجنحة تسبّح جلال عزّته لا ينتحلون ما ظهر فى الخلق من صنعته ، ولا يدّعون أنّهم يخلقون شيئا ممّا انفرد به ، بل عباد مكرمون «لاٰ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ» جعلهم فيما هنالك أهل الأمانة على وحيه ، وحمّلهم إلى المرسلين ودائع أمره ونهيه ، وعصمهم من ريب الشّبهات ، فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته ، وأمدّهم بفوائد المعونة ، وأشعر قلوبهم تواضع إخبات السّكينة [٤] وفتح لهم أبوابا ذللا [٥] إلى تماجيده ، ونصب لهم منارا واضحة على أعلام توحيده [٦]


[١] الزجل : رفع الصوت ، والحظائر : جمع حظيرة وهى المواضع يحاط عليه لتأوى إليه الغنم والابل توقيا من البرد والريح ، وهو مجاز ههنا عن المقامات المقدسة للأرواح الطاهرة ، والقدس ـ بضم فسكون ، أو بضمتين ـ الطهر ، والتقديس : التطهير ، والأرض المقدسة : المطهرة. والسترات : جمع سترة ، وهى ما يستتر به ، والسرادقات : جمع سرادق ، وهو ما يمد على صحن البيت فيغطيه

[٢] الرجيج : الزلزلة والاضطراب ، و «تستك منه» أى : تصم منه الآذان لشدته ، «وسبحات نور» أى : طبقات نور ، وأصل السبحات الأنوار نفسها

[٣] خاسئة : مدفوعة مطرودة عن الترامى إليها

[٤] الاخبات : الخضوع ، والخشوع

[٥] جمع ذلول : خلاف الصعب

[٦] قال بعض أهل اللغة : إن منارة تجمع على منار ، وإن لم يذكره صاحب القاموس ، وأرى أن منارا ههنا جمع منارة بمعنى المسرجة ، وهى : ما يوضع فيه الصباح ، والأعلام : ما يقام للاهتداء به على أفواه الطرق ومرتفعات الأرض ، والكلام تمثيل لما أنار به مداركهم حتى انكشف لهم سر توحيده

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست