نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 160
الّذى ليس له بعد
فيكون شىء بعده ، والرّادع أناسىّ الأبصار عن أن تناله أو تدركه [١] ما اختلف عليه دهر فيختلف منه الحال ،
ولا كان فى مكان فيجوز عليه الانتقال ، ولو وهب ما تنفّست عنه معادن الجبال [٢] وضحكت عنه أصداف البحار ، من فلزّ
اللّجين والعقيان [٣]
ونثارة الدّرّ وحصيد المرجان ما أثّر ذلك فى جوده ، ولا أنفد سعة ما عنده ، ولكان
عنده من ذخائر الإنعام ما لا تنفده مطالب الأنام [٤] ،
لأنّه الجواد الّذى لا يغيضه سؤال السّائلين [٥] ولا يبخله إلحاح
الملحّين. فانظر أيّها السّائل فما دلّك القرآن عليه من صفته فائتمّ به [٦] ،
واستضئ بنور هدايته ، وما كلّفك الشّيطان علمه ممّا ليس فى
[١] أناسى : جمع
إنسان ، وإنسان البصر : هو ما يرى وسط الحدقة ممتازا عنها فى لونها
[٢] أبدع الامام فى
تسمية انفلاق المعادن عن الجواهر تنفسا ، فان أغلب ما يكون من ذلك ، بل كله ، عن
تحرك المواد الملتهبة فى جوف الأرض إلى الخارج ، وهى فى تبخرها أشبه بالنفس ، كما
أبدع فى تسمية انفتاح الصدف عن الدر ضحكا
[٣] الفلز ـ بكسر
الفاء واللام ـ الجوهر النفيس ، واللجين : الفضة الخالصة ، والعقيان : ذهب ينمو فى
معدنه ، ونثارة الدر ـ بالضم ـ منثوره ، وفعالة ـ بالضم ـ فاش كثير الورود فيما كان
موضوعا للجيد المختار : كالخلاصة ، أو الساقط المتروك : كالقلامة ، وحصيد المرجان :
محصوده يشير إلى أن المرجان نبات ، وقد حققته كاشفات الفنون جديدها وقديمها
[٥] يغيض ـ بفتح حرف
المضارعة ـ من «غاض» المتعدى يقال : غاض الماء لازما ، وغاضه اللّه متعديا. ويقال
: أغاضه أيضا ، وكلاهما بمعنى أنقصه وأذهب ما عنده ، ويبخله ـ بالتخفيف ـ من «أبخلت
فلانا» وجدته بخيلا. أما بخله ـ بالتشديد ـ فمعناه رماه بالبخل