نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 151
طريقه ، وسلك سبيله
، وعرف مناره ، وقطع غماره [١]
، استمسك من العرى بأوثقها ، ومن الحبال بأمتنها ، فهو من اليقين على مثل ضوء
الشّمس : قد نصب نفسه للّه ـ سبحانه ـ فى أرفع الأمور من إصدار كلّ وارد عليه ، وتصيير
كلّ فرع إلى أصله [٢]
مصباح ظلمات ، كشّاف عشاوات ، مفتاح مبهمات ، دفّاع معضلات [٣] ، دليل فلوات [٤] ،
يقول فيفهم ، ويسكت فيسلم : قد أخلص اللّه فاستخلصه فهو من معادن دينه ، وأوتاد
أرضه ، قد ألزم نفسه العدل ، فكان أوّل عدله نفى الهوى عن نفسه ، يصف الحقّ ويعمل
به ، لا يدع للخير غاية إلاّ أمّها [٥] ، ولا مظنّة إلاّ
قصدها [٦] ، قد أمكن الكتاب من زمامه [٧]
[١] جمع غمر ـ بالفتح
ـ وهو معظم البحر ، والمراد أنه عبر بحار المهالك إلى سواحل النجاة
[٢] لأن من كان همه
التزام حدود اللّه فى أوامره ونواهيه نفذت بصيرته إلى حقائق سر اللّه فى ذلك ، فصار
من درجات العرفان بحيث لا يرد عليه أمر إلاّ أصدره على وجهه ، ولا يعرض له فرع إلا
رده إلى أصله
[٣] عشاوات : جمع
عشاوة ، وهى سوء البصر أو العمى ، أى : إنه يكشف عن ذوى العشاوات عشاواتهم. ويروى «عشوات»
: جمع عشوة ـ بتثليث الأول ـ وهى الأمر الملتبس ، والمعضلات : الشدائد والأمور لا
يهتدى لوجهها
[٤] الفلوات : جمع فلاة
، وهى الصحراء الواسعة ، مجاز عن مجالات العقول فى الوصول إلى الحقائق