نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 119
مضاعفات الخير من
فضلك. اللّهمّ أعل على بناء البانين بناءه [١]
، وأكرم لديك منزلته ، وأتمم له نوره ، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشّهادة ، ومرضىّ
المقالة [٢]
ذا منطق عدل ، وخطّة فصل. اللّهمّ اجمع بيننا وبينه فى برد العيش وقرار النّعمة [٣] ومنى الشّهوات ، وأهواء اللّذّات ، ورخاء
الدّعة ، ومنتهى الطّمأنينة ، وتحف الكرامة [٤]
[١] أراد من بنائه :
ما شيده صلّى اللّه عليه وسلم بأمر ربه : من الشريعة العادلة ، والهدى الفاضل ، مما
يلجأ إليه التائهون ويأوى إليه المضطهدون ، فالامام يسأل اللّه أن يعلى بناء
شريعته على جميع الشرائع ، ويرفع شأن هديه فوق كل هدى لغيره ، وإكرام المنزلة
باتمام النور. والمراد من إتمام النور : تأييد الدين حتى يعم أهل الأرض ، وبظهر
على الدين كله ، كما وعده بذلك ، وإكرام المنزلة فى الآخرة قد تقدم فى قوله «افسح
له ، واجزه مضاعفات الخير»
[٢] أى : اجزه على
بعثتك له إلى الخلق وقيامه بما حملته ، واجعل ثوابه ـ على ذلك ـ الشهادة المقبولة ،
والمقالة المرضية يوم القيامة : وتلك الشهادة والمقالة تصدران منه ، وهو ذو منطق
عدل ، و «خطة» أى : أمر فاصل. ويروى «وخطبة» ـ بزيادة باء بعد الطاء ـ أى : مقال
فاصل. وقد روى أنه صلّى اللّه عليه وسلم يقوم ذلك المقام يوم القيامة فيشهد على
أمته وعلى غيرها من الأمم ، فيكون كلامه الفصل
[٣] تقول العرب «عيش
بارد» أى : لا حرب فيه ولا نزاع لأن البرد والسكون متلازمان تلازم الحرارة والحركة
، وقرار النعمة : مستقرها حيث تدوم ولا تفنى
[٤] منى : جمع منية ـ بالضم
ـ وهى ما يتمناه الانسان لنفسه ، والشهوات : ما يشتهيه ، يدعو بأن يتفق مع النبى
صلّى اللّه عليه وسلم فى جميع رغباته وميله والرخاء : من قولهم «رجل رخى البال» أى
: واسع الحال. والدعة : سكون النفس واطمئنانها ، والتحف : جمع تحفة ، وهى ما يكرم
به الانسان من البر واللطف وقد كان صلّى اللّه عليه وسلم من أرخى الناس بالا ، وألزمهم
للطمأنينة ، وأعلاهم منزلة فى القلوب فالامام يطلب من اللّه أن يدنيه منه فى جميع
هذه الصفات الكريمة
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 119