نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 117
فطرتها [١] شقيّها وسعيدها : اجعل شرائف صلواتك ونوامى
بركاتك على محمّد عبدك ورسولك [٢]
: الخاتم لما سبق ، والفاتح لما انغلق ، والمعلن الحقّ بالحقّ ، والدّافع جيشات
الأباطيل ، والدّامغ صولات الأضاليل ، كما حمّل فاضطلع [٣] قائما بأمرك ، مستوفزا فى مرضاتك ، غير
ناكل عن قدم ، ولا واه فى عزم [٤] واعيا لوحيك ، حافظا
على عهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك
[١] «جابل القلوب» :
خالقها ، وطابعها عليه ، وتقول : جبلنا اللّه ـ من بابى نصر وضرب ـ والفطرة ـ بكسر
فسكون ـ : أول حالات المخلوق التى يكون عليها فى بدء وجوده ، وهى للانسان : حالته
خاليا من الآراء والأهواء والديانات والعقائد وقوله «شقيها وسعيدها» بدل من القلوب
، أى : جابل الشقى والسعيد من القلوب على فطرته الأولى التى هو بها كاسب محض : فحسن
اختياره يهديه إلى السعادة ، وسوء تصرفه يضلله فى طرق الشقاوة
[٢] الشرائف : جمع
شريفة ، والنوامى : الزوائد ، والخاتم لما سبق : أى لما تقدمه من النبوات ، والفاتح
لما انغلق : كانت أبواب القلوب قد أغلقت بأقفال الضلال عن طوارق الهداية فافتتحها
صلّى اللّه عليه وآله وسلم بآيات نبوته ، وأعلن الحق ، وأظهره بالحق والبرهان ، والأباطيل
: جمع باطل على غير قياس ، كما أن الأضاليل جمع ضلال على غير قياس ، وجيشاتها : جمع
جيشة ـ بفتح فسكون ـ من جاشت القدر ، إذا ارتفع غليانها ، والصولات : جمع صولة ، وهى
السطوة ، والدامغ : من دمغه إذا شجه حتى بلغت الشجة دماغه ، والمراد أنه قامع ما
نجم من الباطل ، والكاسر لشوكة الضلال وسطوته ، وذلك بسطوع البرهان ، وظهور الحجة
[٣] أى : أعلن الحق
بالحق ، وقمع الباطل ، وقهر الضلال ، كما حمل تلك الأعمال الجليلة بتحمله أعباء
الرسالة ، فاظطلع ـ أى : نهض بها قويا ـ والضلاعة : القوة ، والمستوفز : المسارع
المستعجل ، وقد تكون الكاف
فى «كما حمل» للتعليل
كما فى قوله : ـ
فقلت له أبا
الملحاء خذها
كما أوسعتنا بغيا
وعدوا
[٤] الناكل
: الناكص والمتأخر ، أى : غير جبان يتأخر عند وجوب الاقدام ،
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 117