أصابكم حاصب [٢] ، ولا بقى منكم آبر. أبعد إيمانى
باللّه وجهادى مع رسول اللّه أشهد على نفسى بالكفر؟ لقد ضللت إذا وما أنا من
المهتدين! فأوبوا شرّ مآب ، وارجعوا على أثر الأعقاب ، أما إنّكم ستلقون بعدى ذلاّ
شاملا وسيفا قاطعا وأثرة يتّخذها الظّالمون فيكم سنّة [٣] قال الشريف : قوله عليه السّلام «ولا
بقى منكم آبر» يروى بالباء والراء من قولهم للذى يأبر النخل ـ أى : يصلحه ـ ويروى «آثر»
وهو الذى يأثر الحديث ، أى : يرويه ويحكيه ، وهو أصح الوجوه عندى ، كأنه عليه
السّلام قال : لا بقى منكم مخبر. ويروى «آبز» ـ بالزاى المعجمة ـ وهو الواثب. والهالك
أيضا يقال له آبز
[١] زعم الخوارج خطأ
الامام فى التحكيم وغلوا فشرطوا فى العودة إلى طاعته أن يعترف بأنه كان قد كفر ثم
آمن ، فخاطبهم بكلام منه هذا الكلام
[٢] الحاصب : ريح
شديدة تحمل التراب والحصباء ، وقيل : هو ما تناثر من دقاق الثلج والبرد ، وفى
التنزيل «إِنّٰا أَرْسَلْنٰا عَلَيْهِمْ حٰاصِباً»
والجملة دعاء عليهم بالهلاك
[٣] «أوبوا شر مآب» انقلبوا
شر منقلب بضلالكم فى زعمكم ، وارتدوا على أعقابكم بفساد هواكم ، فلن يضرنى ذلك
شيئا وأنا على بصيرة فى أمرى. ثم أنذرهم بما سيلاقون من سوء المنقلب والأثرة والاستبداد
فيهم ، والاختصاص بفوائد الملك دونهم ، وحرمانهم من كل حق لهم ، وتقول : استأثر
بالشىء على غيره ، إذا استبد به ، وخص به نفسه ، والاسم منه الأثرة ـ بفتحات
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 102