ـ والْحَيَاةُ فِي مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ ـ أَلَا وإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً [٥٢٥] مِنَ الْغُوَاةِ ـ وعَمَّسَ [٥٢٦] عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ ـ حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ [٥٢٧] الْمَنِيَّةِ.

٥٢ ـ ومن خطبة له عليه‌السلام

وهي في التزهيد في الدنيا وثواب الله للزاهد ونعم الله على الخالق

التزهيد في الدنيا

أَلَا وإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَصَرَّمَتْ وآذَنَتْ بِانْقِضَاءٍ ـ وتَنَكَّرَ مَعْرُوفُهَا [٥٢٨] وأَدْبَرَتْ حَذَّاءَ [٥٢٩] فَهِيَ تَحْفِزُ [٥٣٠] بِالْفَنَاءِ سُكَّانَهَا ـ وتَحْدُو [٥٣١] بِالْمَوْتِ جِيرَانَهَا ـ وقَدْ أَمَرَّ [٥٣٢] فِيهَا مَا كَانَ حُلْواً [٥٣٣]وكَدِرَ مِنْهَا مَا كَانَ صَفْواً ـ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا سَمَلَةٌ كَسَمَلَةِ الإِدَاوَةِ [٥٣٤] أَوْ جُرْعَةٌ كَجُرْعَةِ الْمَقْلَةِ [٥٣٥] لَوْ تَمَزَّزَهَا الصَّدْيَانُ [٥٣٦] لَمْ يَنْقَعْ [٥٣٧] فَأَزْمِعُوا [٥٣٨] عِبَادَ اللَّه ـ الرَّحِيلَ عَنْ هَذِه الدَّارِ الْمَقْدُورِ [٥٣٩] عَلَى أَهْلِهَا الزَّوَالُ ـ ولَا يَغْلِبَنَّكُمْ فِيهَا الأَمَلُ ـ ولَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ فِيهَا الأَمَدُ.

ثواب الزهاد

فَوَاللَّه لَوْ حَنَنْتُمْ حَنِينَ الْوُلَّه الْعِجَالِ[٥٤٠]ودَعَوْتُمْ بِهَدِيلِ الْحَمَامِ [٥٤١] وجَأَرْتُمْ جُؤَارَ [٥٤٢] مُتَبَتِّلِي [٥٤٣] الرُّهْبَانِ ـ وخَرَجْتُمْ إِلَى اللَّه مِنَ الأَمْوَالِ والأَوْلَادِ ـ الْتِمَاسَ الْقُرْبَةِ إِلَيْه فِي ارْتِفَاعِ دَرَجَةٍ عِنْدَه ـ أَوْ غُفْرَانِ