فالظنون
الذي لا يعلم صاحبه ـ أيقبضه من الذي هو عليه أم لا ـ فكأنه الذي يظن به ـ فمرة
يرجوه ومرة لا يرجوه ـ وهذا من أفصح الكلام ـ وكذلك كل أمر تطلبه ـ ولا تدري على
أي شيء أنت منه فهو ظنون ـ وعلى ذلك قول الأعشى :
ما يجعل الجد الظنون الذي
جنب صوب اللجب الماطر
مثل الفراتي إذا ما طما
يقذف بالبوصي والماهر
والجد
البئر العادية في الصحراء ـ والظنون التي لا يعلم هل فيها ماء أم لا.
ومعناه
اصدفوا عن ذكر النساء وشغل القلب بهن ـ وامتنعوا من المقاربة لهن ـ لأن ذلك يفت [٤٧٥٤] في عضد الحمية ـ
ويقدح في معاقد العزيمة [٤٧٥٥] ويكسر عن [٤٧٥٦] العدو [٤٧٥٧] ـ ويلفت عن الإبعاد
في الغزو ـ فكل من امتنع من شيء فقد عذب عنه ـ والعاذب والعذوب الممتنع من الأكل
والشرب.