٣ ـ ومن خطبة له عليهالسلام
وهي المعروفة بالشقشقية
وتشتمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له
أَمَا واللَّه لَقَدْ تَقَمَّصَهَا [٨٦] فُلَانٌ وإِنَّه لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى ، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ ولَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ ، فَسَدَلْتُ [٨٧] دُونَهَا ثَوْباً وطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً [٨٨]، وطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ [٨٩]، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ [٩٠]، يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ ويَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ ، ويَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّه ،
ترجيح الصبر
فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى [٩١]، فَصَبَرْتُ وفِي الْعَيْنِ قَذًى وفِي الْحَلْقِ شَجًا [٩٢] أَرَى تُرَاثِي [٩٣] نَهْباً حَتَّى مَضَى الأَوَّلُ لِسَبِيلِه ، فَأَدْلَى بِهَا [٩٤] إِلَى فُلَانٍ بَعْدَه ، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الأَعْشَى :
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا [٩٥]
ويَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَباً بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا [٩٦] فِي حَيَاتِه ، إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِه لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا [٩٧] ، فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا [٩٨] ، ويَخْشُنُ مَسُّهَا ويَكْثُرُ الْعِثَارُ [٩٩] فِيهَا والِاعْتِذَارُ مِنْهَا ، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ [١٠٠] ، إِنْ أَشْنَقَ [١٠١] لَهَا خَرَمَ [١٠٢] وإِنْ أَسْلَسَ [١٠٣]