responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 42

ولَا يُجْرُونَ عَلَيْه صِفَاتِ الْمَصْنُوعِينَ ، ولَا يَحُدُّونَه بِالأَمَاكِنِ ولَا يُشِيرُونَ إِلَيْه بِالنَّظَائِرِ.

صفة خلق آدم عليه‌السلام

ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَه مِنْ حَزْنِ [٣٤] الأَرْضِ وسَهْلِهَا ، وعَذْبِهَا وسَبَخِهَا [٣٥]، تُرْبَةً سَنَّهَا [٣٦] بِالْمَاءِ حَتَّى خَلَصَتْ ، ولَاطَهَا [٣٧] بِالْبَلَّةِ [٣٨]حَتَّى لَزَبَتْ [٣٩]، فَجَبَلَ مِنْهَا صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍ [٤٠]ووُصُولٍ وأَعْضَاءٍ ، وفُصُولٍ أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ ، وأَصْلَدَهَا [٤١]حَتَّى صَلْصَلَتْ [٤٢] لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ وأَمَدٍ مَعْلُومٍ ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِه ، فَمَثُلَتْ [٤٣] إِنْسَاناً ذَا أَذْهَانٍ يُجِيلُهَا ، وفِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا وجَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا [٤٤] ، وأَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا ومَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ والْبَاطِلِ ، والأَذْوَاقِ والْمَشَامِّ والأَلْوَانِ والأَجْنَاسِ ، مَعْجُوناً بِطِينَةِ الأَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَةِ ، والأَشْبَاه الْمُؤْتَلِفَةِ والأَضْدَادِ الْمُتَعَادِيَةِ ، والأَخْلَاطِ الْمُتَبَايِنَةِ مِنَ الْحَرِّ والْبَرْدِ ، والْبَلَّةِ والْجُمُودِ ، واسْتَأْدَى [٤٥] اللَّه سُبْحَانَه الْمَلَائِكَةَ وَدِيعَتَه لَدَيْهِمْ ، وعَهْدَ وَصِيَّتِه إِلَيْهِمْ فِي الإِذْعَانِ بِالسُّجُودِ لَه ، والْخُنُوعِ لِتَكْرِمَتِه ، فَقَالَ سُبْحَانَه : (اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)، اعْتَرَتْه الْحَمِيَّةُ ، وغَلَبَتْ عَلَيْه الشِّقْوَةُ ، وتَعَزَّزَ بِخِلْقَةِ النَّارِ واسْتَوْهَنَ خَلْقَ الصَّلْصَالِ ، فَأَعْطَاه اللَّه النَّظِرَةَ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ ، واسْتِتْمَاماً لِلْبَلِيَّةِ وإِنْجَازاً لِلْعِدَةِ ، فَقَالَ : (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ).

نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست