فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ ـ وأَمَّا الْقَاسِطُونَ [٢٦٦٠] فَقَدْ جَاهَدْتُ ـ وأَمَّا الْمَارِقَةُ [٢٦٦١] فَقَدْ دَوَّخْتُ [٢٦٦٢] ـ وأَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ [٢٦٦٣] فَقَدْ كُفِيتُه ـ بِصَعْقَةٍ [٢٦٦٤] سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ [٢٦٦٥] قَلْبِه ورَجَّةُ صَدْرِه [٢٦٦٦] ـ وبَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ ـ ولَئِنْ أَذِنَ اللَّه فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ ـ لأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ [٢٦٦٧] إِلَّا مَا يَتَشَذَّرُ [٢٦٦٨] فِي أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً!
فضل الوحي
أَنَا وَضَعْتُ فِي الصِّغَرِ بِكَلَاكِلِ [٢٦٦٩] الْعَرَبِ ـ وكَسَرْتُ نَوَاجِمَ [٢٦٧٠] قُرُونِ رَبِيعَةَ ومُضَرَ ـ وقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله ـ بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ والْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ ـ وَضَعَنِي فِي حِجْرِه وأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِه ـ ويَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِه ويُمِسُّنِي جَسَدَه ـ ويُشِمُّنِي عَرْفَه [٢٦٧١] ـ وكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيه ـ ومَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ ولَا خَطْلَةً [٢٦٧٢] فِي فِعْلٍ ـ ولَقَدْ قَرَنَ اللَّه بِه صلىاللهعليهوآله ـ مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه ـ يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ ـ ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَه ونَهَارَه ـ ولَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُه اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ [٢٦٧٣] أَثَرَ أُمِّه ـ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِه عَلَماً [٢٦٧٤] ـ ويَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِه ـ ولَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ [٢٦٧٥] ـ فَأَرَاه ولَا يَرَاه غَيْرِي ـ ولَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ