responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 267

لَيْسَتْ بِدَارِكُمْ ـ وقَدْ أُوذِنْتُمْ مِنْهَا بِالِارْتِحَالِ وأُمِرْتُمْ فِيهَا بِالزَّادِ واعْلَمُوا أَنَّه لَيْسَ لِهَذَا الْجِلْدِ الرَّقِيقِ صَبْرٌ عَلَى النَّارِ ـ فَارْحَمُوا نُفُوسَكُمْ ـ فَإِنَّكُمْ قَدْ جَرَّبْتُمُوهَا فِي مَصَائِبِ الدُّنْيَا.

أَفَرَأَيْتُمْ جَزَعَ أَحَدِكُمْ مِنَ الشَّوْكَةِ تُصِيبُه ـ والْعَثْرَةِ تُدْمِيه والرَّمْضَاءِ تُحْرِقُه ـ فَكَيْفَ إِذَا كَانَ بَيْنَ طَابَقَيْنِ مِنْ نَارٍ ـ ضَجِيعَ حَجَرٍ وقَرِينَ شَيْطَانٍ ـ أَعَلِمْتُمْ أَنَّ مَالِكاً [٢٣٥١] إِذَا غَضِبَ عَلَى النَّارِ ـ حَطَمَ بَعْضُهَا بَعْضاً لِغَضَبِه ـ وإِذَا زَجَرَهَا تَوَثَّبَتْ بَيْنَ أَبْوَابِهَا جَزَعاً مِنْ زَجْرَتِه!

أَيُّهَا الْيَفَنُ الْكَبِيرُ [٢٣٥٢] الَّذِي قَدْ لَهَزَه الْقَتِيرُ [٢٣٥٣] ـ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا الْتَحَمَتْ أَطْوَاقُ النَّارِ بِعِظَامِ الأَعْنَاقِ ـ ونَشِبَتِ الْجَوَامِعُ [٢٣٥٤] حَتَّى أَكَلَتْ لُحُومَ السَّوَاعِدِ ـ فَاللَّه اللَّه مَعْشَرَ الْعِبَادِ ـ وأَنْتُمْ سَالِمُونَ فِي الصِّحَّةِ قَبْلَ السُّقْمِ ـ وفِي الْفُسْحَةِ قَبْلَ الضِّيقِ ـ فَاسْعَوْا فِي فَكَاكِ رِقَابِكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُغْلَقَ رَهَائِنُهَا [٢٣٥٥] ـ أَسْهِرُوا عُيُونَكُمْ وأَضْمِرُوا بُطُونَكُمْ ـ واسْتَعْمِلُوا أَقْدَامَكُمْ وأَنْفِقُوا أَمْوَالَكُمْ ـ وخُذُوا مِنْ أَجْسَادِكُمْ فَجُودُوا بِهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ـ ولَا تَبْخَلُوا بِهَا عَنْهَا فَقَدْ قَالَ اللَّه سُبْحَانَه ـ (إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) ـ وقَالَ تَعَالَى (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً ـ فَيُضاعِفَه لَه ولَه أَجْرٌ كَرِيمٌ) ـ فَلَمْ يَسْتَنْصِرْكُمْ

نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست