نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 24
ومن ذلك أيضا أنه ذكر
في المتن «يذري الروايات إذراء الريح الهشيم» ، ويشرحها في الحاشية ثم يقول : «ويروى
: يذرو الروايات كما تذرو الريح الهيثم ، وهي أفصح ،» قال الله تعالى : «فأصبح
هشيما تذروه الرياح» [١]
ونحن نتساءل مرة أخرى : ما الحكمة في إغفاله ما يعرفه فصيحا بل أفصح الفصيح؟
وأدهى من ذلك وأمر أن الأستاذ عبد
العزيز سيد الأهل ـ في طبعة المبنية على شرح الأستاذ الإمام ـ يبلغ به التساهل
مبلغا لا يحسد عليه ، فهو يختار في المتن عبارة ويشرح غيرها في الحاشية ، فما يدري
أحد بأي مقياس ثم له الاختيار : ها هو ذا يثبت في المتين «وضرب على قلبه بالإسهاب»
ويعلق في الحاشية بقوله [٢]
: «الأسداد جمع سد ، يريد الحجب التي تحول دون بصيرته والرشاد ، قال الله تعالى «وجعلنا
من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون» ثم يقول : ويروى «الإسهاب»
وهو ذهاب العقل أو كثرة الكلام!!!
ويطول بنا الحديث لو ذهبنا نتقصى ما وهم
فيه سيد الأهل في طبعته ، سواء أكان سببه محاكاته غالبا وجده في شرح الإمام محمد
عبده ، أم تصحيفا لم ينتبه إليه ، أم غلطا وقع فيه.
إنه ليثبت ويشرح «النباتات البدوية» [٣]، وإنما هي (النابتات العذية) أي التي
تنبت عذيا ، والعذي ـ بسكون الذال ـ الزرع لا يسقيه إلا ماء المطر. ويجعل «منافثة»
الحكماء ـ بالثاء ـ «مناقشة» بينهم ، بالشين [٤]
، ويصير «الخنوع» بالنون «الخشوع» [٥]
بالشين ، وينسى التعبير القرآني «يلبسون الحق بالباطل» أي يخلطون أحدهما بالآخر ، ليضع
مكانه «يلتسمون» [٦]
، وبيني للمجهول «نسلت القرون» [٧]والفصيح
ف؟؟ «نسلت» بالبناء للمعلوم ، ويشدد اللام في «يثل» من قول الإمام «ولا يثل من
عاداه» [٨]
[١] انظر طبعة سيد
الأهل ص ٦١ س وقارن بطبعة عبد الحميد ١ ـ ٤٩ س ٤.