إِخْوَانُنَا وأَهْلُ دَعْوَتِنَا ـ اسْتَقَالُونَا واسْتَرَاحُوا إِلَى كِتَابِ اللَّه سُبْحَانَه ـ فَالرَّأْيُ الْقَبُولُ مِنْهُمْ ـ والتَّنْفِيسُ عَنْهُمْ ـ فَقُلْتُ لَكُمْ هَذَا أَمْرٌ ظَاهِرُه إِيمَانٌ ـ وبَاطِنُه عُدْوَانٌ ـ وأَوَّلُه رَحْمَةٌ وآخِرُه نَدَامَةٌ ـ فَأَقِيمُوا عَلَى شَأْنِكُمْ ـ والْزَمُوا طَرِيقَتَكُمْ ـ وعَضُّوا عَلَى الْجِهَادِ بَنَوَاجِذِكُمْ ـ ولَا تَلْتَفِتُوا إِلَى نَاعِقٍ نَعَقَ ـ إِنْ أُجِيبَ أَضَلَّ وإِنْ تُرِكَ ذَلَّ ـ وقَدْ كَانَتْ هَذِه الْفَعْلَةُ وقَدْ رَأَيْتُكُمْ أَعْطَيْتُمُوهَا ـ واللَّه لَئِنْ أَبَيْتُهَا مَا وَجَبَتْ عَلَيَّ فَرِيضَتُهَا ـ ولَا حَمَّلَنِي اللَّه ذَنْبَهَا ووَ اللَّه إِنْ جِئْتُهَا إِنِّي لَلْمُحِقُّ الَّذِي يُتَّبَعُ ـ وإِنَّ الْكِتَابَ لَمَعِي مَا فَارَقْتُه مُذْ صَحِبْتُه فَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله ـ وإِنَّ الْقَتْلَ لَيَدُورُ عَلَى الآباءِ والأَبْنَاءِ ـ والإِخْوَانِ والْقَرَابَاتِ ـ فَمَا نَزْدَادُ عَلَى كُلِّ مُصِيبَةٍ وشِدَّةٍ ـ إِلَّا إِيمَاناً ومُضِيّاً عَلَى الْحَقِّ ـ وتَسْلِيماً لِلأَمْرِ ـ وصَبْراً عَلَى مَضَضِ الْجِرَاحِ ـ ولَكِنَّا إِنَّمَا أَصْبَحْنَا نُقَاتِلُ إِخْوَانَنَا فِي الإِسْلَامِ ـ عَلَى مَا دَخَلَ فِيه مِنَ الزَّيْغِ والِاعْوِجَاجِ ـ والشُّبْهَةِ والتَّأْوِيلِ ـ فَإِذَا طَمِعْنَا فِي خَصْلَةٍ [١٦٤١] يَلُمُّ اللَّه بِهَا شَعَثَنَا [١٦٤٢] ـ ونَتَدَانَى [١٦٤٣] بِهَا إِلَى الْبَقِيَّةِ فِيمَا بَيْنَنَا ـ رَغِبْنَا فِيهَا وأَمْسَكْنَا عَمَّا سِوَاهَا.
١٢٣ ـ ومن كلام له عليهالسلام
قاله لأصحابه في ساحة الحرب ـ بصفين
وأَيُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِه ـ رَبَاطَةَ جَأْشٍ [١٦٤٤] عِنْدَ اللِّقَاءِ،