responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 160

حُبِّهَا ـ ومَنْ عَشِقَ شَيْئاً أَعْشَى [١٤٦٠] بَصَرَه ـ وأَمْرَضَ قَلْبَه ـ فَهُوَ يَنْظُرُ بِعَيْنٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ ـ ويَسْمَعُ بِأُذُنٍ غَيْرِ سَمِيعَةٍ ـ قَدْ خَرَقَتِ الشَّهَوَاتُ عَقْلَه ـ وأَمَاتَتِ الدُّنْيَا قَلْبَه ـ ووَلِهَتْ عَلَيْهَا نَفْسُه ـ فَهُوَ عَبْدٌ لَهَا ـ ولِمَنْ فِي يَدَيْه شَيْءٌ مِنْهَا ـ حَيْثُمَا زَالَتْ زَالَ إِلَيْهَا ـ وحَيْثُمَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَ عَلَيْهَا ـ لَا يَنْزَجِرُ مِنَ اللَّه بِزَاجِرٍ ـ ولَا يَتَّعِظُ مِنْه بِوَاعِظٍ ـ وهُوَ يَرَى الْمَأْخُوذِينَ عَلَى الْغِرَّةِ [١٤٦١] ـ حَيْثُ لَا إِقَالَةَ ولَا رَجْعَةَ ـ كَيْفَ نَزَلَ بِهِمْ مَا كَانُوا يَجْهَلُونَ ـ وجَاءَهُمْ مِنْ فِرَاقِ الدُّنْيَا مَا كَانُوا يَأْمَنُونَ ـ وقَدِمُوا مِنَ الآخِرَةِ عَلَى مَا كَانُوا يُوعَدُونَ ـ فَغَيْرُ مَوْصُوفٍ مَا نَزَلَ بِهِمْ ـ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِمْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ ـ وحَسْرَةُ الْفَوْتِ فَفَتَرَتْ لَهَا أَطْرَافُهُمْ ـ وتَغَيَّرَتْ لَهَا أَلْوَانُهُمْ ـ ثُمَّ ازْدَادَ الْمَوْتُ فِيهِمْ وُلُوجاً [١٤٦٢] ـ فَحِيلَ بَيْنَ أَحَدِهِمْ وبَيْنَ مَنْطِقِه ـ وإِنَّه لَبَيْنَ أَهْلِه يَنْظُرُ بِبَصَرِه ـ ويَسْمَعُ بِأُذُنِه عَلَى صِحَّةٍ مِنْ عَقْلِه ـ وبَقَاءٍ مِنْ لُبِّه ـ يُفَكِّرُ فِيمَ أَفْنَى عُمُرَه ـ وفِيمَ أَذْهَبَ دَهْرَه ـ ويَتَذَكَّرُ أَمْوَالًا جَمَعَهَا أَغْمَضَ [١٤٥٣] فِي مَطَالِبِهَا ـ وأَخَذَهَا مِنْ مُصَرَّحَاتِهَا ومُشْتَبِهَاتِهَا ـ قَدْ لَزِمَتْه تَبِعَاتُ [١٤٦٤] جَمْعِهَا ـ وأَشْرَفَ عَلَى فِرَاقِهَا ـ تَبْقَى لِمَنْ وَرَاءَه يَنْعَمُونَ فِيهَا ـ ويَتَمَتَّعُونَ بِهَا ـ فَيَكُونُ الْمَهْنَأُ [١٤٦٥] لِغَيْرِه والْعِبْءُ [١٤٦٦] عَلَى ظَهْرِه ـ والْمَرْءُ قَدْ غَلِقَتْ رُهُونُه [١٤٦٧] بِهَا ـ فَهُوَ يَعَضُّ يَدَه نَدَامَةً ـ عَلَى مَا أَصْحَرَ [١٤٦٨] لَه عِنْدَ الْمَوْتِ مِنْ أَمْرِه ـ ويَزْهَدُ فِيمَا كَانَ يَرْغَبُ فِيه أَيَّامَ عُمُرِه ـ ويَتَمَنَّى أَنَّ

نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست