responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار نویسنده : الحافظ ابن البطريق    جلد : 1  صفحه : 235

تعالى كتابا خارقا لعادة البشر ، مبينا مع عجز الامة عنه ، وانه من فعل الله تعالى الذي ارسل هذا الرسول لكونه غير حاصل في مقدور البشر ولا يحصل الا من فاعل البشر فثبتت حينئذ نبوتهم عند الامة ، خصوصا القرآن المجيد الذي تحدى الله سبحانه وتعالى الامة ومن برز من فصحاء العرب به أو ببعضه فلم يقدروا على الاتيان بمثله ولا بسورة من مثله ، بدليل قوله سبحانه وتعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) [١] وبقوله تعالى (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) [٢].

عدلوا عن معارضته إلى حربه ومخاصمته ، علمنا عجزهم ، لان العاقل لا يعدل عن الاسهل إلى الاشق الا للعجز.

فصار الكتاب والسنة هما الدليل على صحة دعوى النبي صلى الله عليه وآله وثبوت نبوته ، وقد ورثهما الامام بعده بما فرض الله تعالى له وجعله له حقا واجبا ، فقد ثبتت امامته ووجب الاقتداء به بطريق لا يقدر احد من البشر ان يشركه فيها لان وارث الشريعة هو اعلم الناس بها ، ووارث الكتاب هو اعلم الناس به ، ومن كان اعلم الناس بهما ، كان احق بالتقديم على الامة ممن لا علم له بهما ، وإذا كانا طريقي تصديق ادعاء النبوة فهما طريقا تصديق الامامة ، فقد ثبتت له (ع) الامامة بنفس طريق ثبوتها للنبى صلى الله عليه وآله ، وما كان طريقه اخص كان وجوبه الزم.

ويلزم استحقاق الولاء له بعده (ع) بنفس هذا الخبر من وجه آخر وهو انه عليه السلام وارث لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله بسبب صحيح من قبل الله تعالى ومن كان وارث الكتاب والسنة ، كان بهما اعلم.

وعلم الرسول صلى الله عليه وآله لا يخرج عن الكتاب والسنة ، وإذا كان علم الرسول صلى الله عليه وآله غير خارج عنهما وهما حاصلان لامير المؤمنين (ع) بدليل الخبر الوارد من قول النبي صلى الله عليه وآله بذلك ، فثبت انه (ع) اولى بالاقتداء من غيره.


[١] الاسراء : ٨٨.

[٢] البقرة : ٢٣.

نام کتاب : عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار نویسنده : الحافظ ابن البطريق    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست