نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 140
قال
: اجعل نومك صلاة ، وطعامك الجوع.
يا
أحمد ، وعزتي وجلالي ، ما من عبد مؤمن ضمن لي بأربع خصال إلا أدخلته الجنة : يطوي
لسانه فلا يفتحه إلا بما يعنيه ، ويحفظ قلبه من الوسواس ، ويحفظ علمي ونظري إليه ،
وتكون قرَّة عينه الجوع.
يا
أحمد ، لو ذقتَ حلاوة الجوع والصمت والخلوة وما ورثوا منها.
قال
: يا رب ، ما ميراث الجوع؟
قال
: الحكمة وحفظ القلب ، والتقرُّب إليَّ، والحزن الدائم ، وخفَّة المؤونة بين الناس
، وقول الحق ، ولا يبالي عاش بيُسر أو بعُسر.
يا
أحمد ، هل تدري بأيِّ وقت يتقرَّب العبد إلى الله؟
قال
: لا يا رب.
قال
: إذا كان جائعاً أو ساجداً.
يا
أحمد ، عجبت من ثلاثة عبيد : عبد دخل في الصلاة وهو يعلم إلى من يرفع يديه وقدّام
من هو ، وهو ينعس. وعجبت من عبد له قوت يوم من الحشيش أو غيره ، وهو يهتمُّ لِغَد.
وعجبت من عبد لا يدري أني راض عنه أم ساخط عليه ، وهو يضحك.
يا
أحمد ، إن في الجنة قصراً من لؤلؤة فوق لؤلؤة ، ودرَّة فوق درَّة. ليس فيها قصم
ولا وصل ، فيها الخواص. أنظر إليهم كل يوم سبعين مرة وأُكلِّمهم. كلَّما نظرت
إليهم أزيد في ملكهم سبعين ضعفاً ، وإذا تلذَّذ أهل الجنة بالطعام والشراب
تلذَّذوا بكلامي وذكري وحديثي.
قال
: يا رب ، ما علامات أولئك؟
قال
: هم في الدنيا مسجونون ، قد سَجَنوا ألسنتهم من فضول الكلام ، وبطونهم منفضول
الطعام.
يا
أحمد ، إن المحبة لله هي المحبة للفقراء والتقرُّب إليهم.
قال
: يا رب ، ومن الفقراء؟
قال
: الذين رضوا بالقليل ، وصبروا على الجوع ، وشكروا على الرخاء. ولم يشكوا
نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 140