نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 114
محمداً
صلى الله عليه وآله. وعرضَت على الأمم ، فأبوا أن يقبلوها من ثقلها. وقبلها رسول
الله صلى الله عليه وآله ، وعرضها على أمته فقبلوها.
فلمارأى
الله تبارك وتعالى منهم القبول ، علم أنهم لا يطيقونها. فلما أن سار إلى ساق العرش
، كرَّر عليه الكلام ليفهمه ؛ فقال :(آمَنَ الرسول بِما أُنزِل إليه مِن ربه).
فأجاب
صلى الله عليه وآله مجيباً عنه وعن أمته : (والمؤمنون
كلٌّ آمَن بالله وملائكته وكُتُبه ورُسله لا نُفرِّق بين أحد من رسله)[١].
فقال
جلَّ ذكره : لهم الجنة والمغفرة على أن فعلوا ذلك.
فقال
النبي صلى الله عليه وآله : أما إذا فعلَت ذلك بِنا ، غُفرانك ربنا وإليك المَصير :
يعني المرجع في الآخرة.
قال
: فأجابه الله عز وجل قد فعلت ذلك بك وبأمتك.
ثم
قال عز وجل : أما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها ، وقد عرضتُها على الأمم
فأبوا أن يقبلوها وقبلَتها أمتك. حقٌّ عليَّ أن أرفعها عن أمتك ، وقال :(لا يُكلِّف الله نَفساً إلا وُسعَها لها
ما كسبَت)من
خير(وعليها ما اكتسبَت)[٢]من
شرٍّ.
فقال
النبي صلى الله عليه وآله لما سمع ذلك : إما إذا فعلَت ذلك بي وبأمتي فزِدني.
قال
الله عز وجل : لستُ أُؤاخذ أمتك بالنسيان والخطأ لكرامتك عليَّ ، وكانت الأمم
السالفة إذا نسوا ما ذكروا به ، فتحتُ عليهم أبواب العذاب ، وقد رفعت ذلك عن أمتك.
وكانت
الأمم السالفة إذا أخطأوا ، أخذوا بالخطأ وعوقِبوا عليه ، وقد رفعت ذلك عن أمتك
لكرامتك عليَّ.