قال : فلما خرجت
انا وصاحبي ، قال لي : ولم تعتذر من خطبة خديجة؟ ، فو الله ما من قرشيّة الا تراك كفوا.
قال : فرجعت انا
وصاحبي إليها مرّة اخرى ، قال : فدخلت تلك المستنبئة [١] فقالت : أمحمّد هو ، والذي يحلف به ان جاء لخاطبا.
قال : قلت ـ على
حياء ـ أجل.
قال : فلم تقصّر
خديجة ولا اختها ، فانطلقتا الى ابيهما خويلد بن أسد بن عبد العزى [٢] وهو ثمل من الشراب فقالتا : هذا ابن اخيك محمد بن عبد المطلب [٣] يخطب خديجة ، وقد رضيت خديجة.
فدعاه ، فسأله عن
ذلك فخطب إليه ، فأنكحه.
[١] كذا صححت الكلمة
في هامش النسخة ، وفيها : المستنسبة ، وقد ورد في الهامش ما يلي : قال : واصلحه
المؤتمن في كتابه : المستنبئة بخطه ، قال : هي الكاهنة.
[٢] قال الواقدي في
ذلك : هذا غلط ، والصحيح ان عمّها زوّجها ، وان اباها مات قبل الفجار. كذا نقله
المجلسي في البحار ج ١٦ ص ١٩ ، واليعقوبي في تاريخه ج ٢ ص ١٥ ، والاربلي في كشف
الغمّة ج ١ ص ٥١٢ ، والطبري في تاريخه ج ٢ ص ١٩٧.
ونقل المجلسي رواية اخرى عن
ابن عباس وفيها : ان عم خديجة عمرو بن أسد زوّجها رسول الله (ص) وان اباها مات قبل
الفجار.
وقال : وهذا قد صححه الواقدي
أيضا « البحار ج ١٦ ص ١٢ » ، ونقل ابن الأثير في الكامل ج ٢ ص ٤٠ ذلك أيضا.
اقول : واما يوم الفجار ـ أو
حرب الفجار ـ فهو على ما نقل في السيرة ج ١ ص ١٢٠ عن ابن اسحاق : فقد هاجت حرب
الفجار ورسول الله (ص) ابن عشرين سنة وانما سمي « يوم الفجار » بما استحل هذان
الحيّان « كنانة » و « قيس عيلان » فيه من المحارم بينهم.
[٣] كذا ما ورد في
النسخة والصحيح محمد بن عبد الله عبد المطلب ولعله نسب الى الجد حسب ما كان شائعا
في نسبة الاولاد الى اجدادهم ، او لان اباه (ع) توفى وهو صغير فكفله جدّه عبد
المطلب.