الى الحجيج فنظرت
فاذا اكثر الناس فردة وخنازير والمؤمن بينهم مثل الكوكب اللامع في الظلمات ، فقلت
: صدقت يا مولاي ، ما اقل الحجيج واكثر الضجيج ، ودعا بدعوات فعدت ضريرا فقلت يا
مولاي لو اتممت علي النعمة برد بصري لرجوت ان اكون به سعيدا ، فقال لي ابو جعفر (ع)
ما بخلنا يا ابا بصير وان اللّه عز وجل لم يظلمك ، وانا جان لك وخشينا فتنة الناس
، وان يجهلوا فضل اللّه علينا ويجعلونا اربابا من دون اللّه ، ونحن له مسلمون.
وعن الفضل بن يسار ، قال : سمعت ابا
جعفر (ع) يقول ان الامام منا يسمع الكلام في بطن أمه ، واذا وقع الى الارض رفع له
عمود من نور يرى به اعمال عباد اللّه سبحانه.
وروي ان حبابة الوالبية بقيت الى امامة
ابي جعفر (ع) فدخلت عليه فقال : ما الذي ابطأ بك يا حبابة؟ قالت : كبر سني وابيض
راسي وكثرت همومي فقال (ع) ادن مني ، فدنت منه فوضع يده في مفرق رأسها ودعا لها
بكلام لم تفهمه ، فاسود شعر رأسها وعاد حالكا وصارت شابة فسرت بذلك وسر ابو جعفر (ع)
لسرورها ، فقالت : بالذي اخذ ميثاقك على النبيين اي شيء كنتم في الاظلة؟ فقال : يا
حبابة نورا قبل ان يخلق اللّه آدم (ع) نسبح اللّه ، فسبحت الملائكة بتسبيحنا ولم
تكن قبل ذلك ، فلما خلق اللّه تعالى آدم اجرى ذلك النور فيه.