عيري ، فدخلت إليه
فوجدته جالسا في بيت مطين على حصير من البردي ، وعليه قميص كرابيس وعنده يحيى ، فقال
لي : يا ابا خالد اني قريب العهد بعروس ، وان الذي رايت بالامس من راي المرأة ولم
ارد مخالفتها ، ثم قام (ع) واخذ بيدي وبيد يحيى ابن أمّ الطويل ومضى بنا الى بعض
الغدران ، وقال : قفا ، فوقفنا ننظر إليه فقال : بسم اللّه الرحمن الرحيم ومشى على
الماء حتى رأينا كعبه يلوح فوق الماء ، فقلت : اللّه اكبر اللّه اكبر أنت الكلمة
الكبرى والحجة العظمى صلوات اللّه عليك ، ثم التفت إلينا (ع) وقال : ثلاثة لا ينظر
اللّه إليهم يوم القيامة (ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) : المدخل فينا من ليس منا ،
والمخرج منا من هو منا ، والقائل ان لهما في الاسلام نصيبا اعني هذين الصنفين ، فلما
قربت ايامه (ع) احضر ابنه ابا جعفر محمد الباقر (ع) واوصى بحضرة جماعة من شيعته وخواصه
الوصية الظاهرة ، ونص عليه بالامامة وسلم إليه بعد ذلك الاسم الاعظم ومواريث
الأنبياء؛ وكان فيما قاله في امر ناقته ان يحسن إليها ولا يحمل عليها ، وان تكون
في الحظيرة وكان (ع) حج عليها عشرين حجة ما قرعها بخشبة.
وروي انه (ع) كان قائما في صلاته اذ وقع
ابنه (ع) وهو صغير ، في بئر كانت في داره بعيدة القعر ، فصرخت أمه واقبلت تضرب
بنفسها الارض حوالي البئر وتقول يا ابن رسول اللّه غرق ابنك محمد ، وكل من في
الدار يسمع كلامها وزين