بي الى الجبانة ، وكنا
نتحدث في الطريق وكان بيده قوس ، فلما خلصنا في الجبانة رمى بقوسه من يده فصار
ثعبانا عظيما مثل ثعبان موسى ففغر فاه وأقبل نحوي ليبلعني ، فلما رايت ذلك طارت
روحي وتنحيت وضحكت في وجه علي وقلت الأمان ، اذكر ما كان بيني وبينك من الجميل ، فلما
سمع كلامي استفرغ ضاحكا وقال لطفت في الكلام وانا اهل بيت نشكر القليل ، فضرب بيده
الى الثعبان واذا هو قوسه التي كانت في يده ، ثم قال عمر : يا ابا عبد اللّه لكتمت
ذلك عن كل واحد واخبرتك به يا ابا عبد اللّه ، انهم اهل بيت يتوارثون هذه الاعجوبة
كابرا عن كابر ، ولقد كان عبد اللّه وابو طالب ياتون بامثال ذلك في الجاهلية ، هذا
وانا لا انكر فضل علي وسابقته ونجدته وكثرة علمه ، فارجع إليه واعتذر عني إليه وانشر
عليه بالجميل.
وروت الشيعة باسرهم : ان امير المؤمنين
(ع) لما قعد ابو بكر مقعده ودعا الى نفسه بالامامة ، احتج عليه بما قاله رسول
اللّه (ص) فيه في مواطن كثيرة من ان عليا (ع) خليفته ووصيه ووزيره وقاضي دينه ومنجز
وعده ، وانه (ص) امرهم باتباعه في حياته وبعد وفاته؛ وكان من جواب ابي بكر انه قال
: وليتكم ولست بخيركم اقيلوني فقيل له يا امير المؤمنين من يقيلك؟ الزم بيتك وسلم
الامر الى الذي جعله اللّه تعالى ورسوله (ص) له ، ولا يغرنك من قريش اوغادها ، فانهم
عبيد الدنيا يزيلون الحق عن مقره طمعا منهم في الولاية بعدك ، ولينالوا