لي : نعم ، ثم قام ودنا
من نخلة كانت هناك ، وقال : ايتها النخلة من انا؟ فسمعت منها انينا كانين النساء
الحوامل اذا ارادت تضع حملها ، ثم سمعتها تقول : أنت امير المؤمنين ووصي رسول رب
العالمين ، أنت الآية الكبرى وأنت الحجة العظمى؛ وسكتت فالتفت (ص) الي وقال : يا
جابر قد زال الآن الشك من قلبك وصفا ذهنك اكتم ما سمعت ورأيت عن غير اهله.
وعنه يرفعه برجاله الى عمار بن ياسر ذي
الفضل والماثر رفع اللّه درجته ، قال : كنت بين يدي مولاي امير المؤمنين (ع) اذ
دخل عليه رجل وقال : يا امير المؤمنين إليك المفزع والمشتكى ، فقد حل بي ما اورثني
سقما والما ، فقال (ع) ما قصتك؟ قال : ابن علي بن دوالب الصيرفي غصبني زوجتي وقرق
بيني وبين حليلتي ، وانا من حزبك وشيعتك ، فقال : ائتني بالفاسق الفاجر ، فخرجت
إليه وهو يعرض اصحابه في السوق ، تعرف بسوق بني الحاضر ، فقلت : اجب من لا يجوز
عليه بهرجة الصرف ، فنهض قائما وهو يقول : اذا انزل التقدير بطل التدبير ، حتى
اوقفته بين يدي امير المؤمنين (ع) ورايت بيد مولاي قضيبا من العوسج ، فلما وقف
الصيرفي بين يديه ، قال : من يعلم مكنون الاشياء وما في الضمائر والاوهام ، ها أنا
ذا واقف بين يديك وقوف الذليل المستسلم إليك ، فقال : يا لعين ابن اللعين والزنيم
ابن الزنيم ، أما تعلم اني اعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ، واني حجة اللّه في
ارضه وبين عباده ، تفتك بحريم