حُمَّ أَجَلُهُ[1] وَ يُحْمَى عَنْهَا مَنْ أَدْرَكَ أَمَلَهُ وَ هِيَ أَمَارَةٌ لِأُزُوفِ حَرَكَتِنَا[2] وَ مُبَاثَّتِكُمْ بِأَمْرِنَا وَ نَهْيِنَا وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ... وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ اعْتَصِمُوا بِالتَّقِيَّةِ مِنْ شَبِّ نَارِ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَشِّشُهَا[3] عَصَبٌ أُمَوِيَّةٌ يَهُولُ بِهَا فِرْقَةً مَهْدِيَّةً أَنَا زَعِيمٌ بِنَجَاةِ مَنْ لَمْ يَرُمْ فِيهَا الْمَوَاطِنَ وَ سَلَكَ فِي الطَّعْنِ مِنْهَا السُّبُلَ الْمَرْضِيَّةَ إِذَا حَلَّ جُمَادَى الْأُولَى مِنْ سَنَتِكُمْ هَذِهِ فَاعْتَبِرُوا بِمَا يَحْدُثُ فِيهِ وَ اسْتَيْقِظُوا مِنْ رَقْدَتِكُمْ لِمَا يَكُونُ فِي الَّذِي يَلِيهِ سَتَظْهَرُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةٌ جَلِيَّةٌ- وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلُهَا بِالسَّوِيَّةِ وَ يَحْدُثُ فِي أَرْضِ الْمَشْرِقِ مَا يَحْزُنُ وَ يُقْلِقُ وَ يَغْلِبُ مِنْ بَعْدُ عَلَى الْعِرَاقِ طَوَائِفُ عَنِ الْإِسْلَامِ مُرَّاقٌ تَضِيقُ بِسُوءِ فِعَالِهِمْ عَلَى أَهْلِهِ الْأَرْزَاقُ ثُمَّ تَنْفَرِجُ الْغُمَّةُ مِنْ بَعْدُ بِبَوَارِ طَاغُوتٍ مِنَ الْأَشْرَارِ ثُمَّ يستر [يُسَرُّ] بِهَلَاكِهِ الْمُتَّقُونَ الْأَخْيَارُ وَ يَتَّفِقُ لِمُرِيدِي الْحَجِّ مِنَ الْآفَاقِ مَا يُؤَمِّلُونَهُ مِنْهُ عَلَى تَوْفِيرٍ عَلَيْهِ مِنْهُمْ وَ اتِّفَاقٍ وَ لَنَا فِي تَيْسِيرِ حَجِّهِمْ عَلَى الِاخْتِيَارِ مِنْهُمْ وَ الْوِفَاقِ شَأْنٌ يَظْهَرُ عَلَى نِظَامٍ وَ اتِّسَاقٍ فَلْيَعْمَلْ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ بِمَا يَقْرُبُ بِهِ مِنْ مَحَبَّتِنَا وَ يَتَجَنَّبُ مَا يُدْنِيهِ مِنْ كَرَاهَتِنَا وَ سَخَطِنَا فَإِنَّ أَمْرَنَا بَغْتَةٌ فُجَاءَةٌ حِينَ لَا تَنْفَعُهُ تَوْبَةٌ وَ لَا يُنْجِيهِ مِنْ عِقَابِنَا نَدَمٌ عَلَى حَوْبَةٍ وَ اللَّهُ يُلْهِمُكُمُ الرُّشْدَ وَ يَلْطُفُ لَكُمْ فِي التَّوْفِيقِ بِرَحْمَتِهِ نُسْخَةُ التَّوْقِيعِ بِالْيَدِ الْعُلْيَا عَلَى صَاحِبِهَا السَّلَامُ هَذَا كِتَابُنَا إِلَيْكَ أَيُّهَا الْأَخُ الْوَلِيُّ وَ الْمُخْلِصُ فِي وُدِّنَا الصَّفِيُّ وَ النَّاصِرُ لَنَا الْوَفِيُّ حَرَسَكَ اللَّهُ بِعَيْنِهِ الَّتِي لَا تَنَامُ فَاحْتَفِظْ بِهِ وَ لَا تُظْهِرْ عَلَى خَطِّنَا الَّذِي سَطَرْنَاهُ بِمَا لَهُ ضَمَّنَّاهُ أَحَداً وَ أَدِّ مَا فِيهِ إِلَى مَنْ تَسْكُنُ إِلَيْهِ وَ أَوْصِ جَمَاعَتَهُمْ بِالْعَمَلِ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ.
وَ وَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابٌ آخَرُ مِنْ قِبَلِهِ ص يَوْمَ الْخَمِيسِ الثَّالِثِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ نُسْخَتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَابِطِ فِي سَبِيلِهِ إِلَى مُلْهَمِ الْحَقِّ وَ دَلِيلِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* سَلَامُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّاصِرُ لِلْحَقِّ الدَّاعِي إِلَيْهِ بِكَلِمَةِ الصِّدْقِ فَإِنَّا نَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَهُنَا وَ إِلَهُ آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ وَ نَسْأَلُهُ الصَّلَاةَ عَلَى سَيِّدِنَا وَ مَوْلَانَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَ بَعْدُ فَقَدْ كُنَّا نَظَرْنَا مُنَاجَاتَكَ عَصَمَكَ اللَّهُ بِالسَّبَبِ الَّذِي وَهَبَهُ اللَّهُ لَكَ مِنْ أَوْلِيَائِهِ وَ حَرَسَكَ بِهِ مِنْ كَيْدِ أَعْدَائِهِ وَ شَفَّعَنَا ذَلِكَ الْآنَ مِنْ مُسْتَقَرٍّ لَنَا يُنْصَبُ فِي شِمْرَاخٍ مِنْ بَهْمَاءَ صِرْنَا إِلَيْهِ آنِفاً مِنْ غَمَالِيلَ أَلْجَأَنَا إِلَيْهِ السَّبَارِيتُ مِنَ الْإِيمَانِ وَ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ هُبُوطُنَا إِلَى صَحْصَحٍ مِنْ غَيْرِ بُعْدٍ مِنَ الدَّهْرِ-
[1] حم اجله: قرب.
[2] الازوف: الاقتراب.
[3] حش النار: اوقدها و هيجها.