ناولوني ذلك الطفل حتى أودعه فناولوه الصبي جعل يقبله و هو
يقول يا بني ويل لهؤلاء القوم إذا كان خصمهم محمد ص قيل فإذا بسهم قد أقبل حتى وقع
في لبة الصبي فقتله فنزل الحسين ع عن فرسه و حفر للصبي بجفن سيفه و رمله بدمه و
دفنه ثم وثب قائما و هو يقول
كفر القوم و قدما رغبوا
عن ثواب الله رب الثقلين
قتلوا قدما عليا و ابنه
حسن الخير كريم الطرفين
حنقا منهم و قالوا أجمعوا
نفتك الآن جميعا بالحسين
يا لقوم من أناس رذل
جمعوا الجمع لأهل الحرمين
ثم صاروا و تواصوا كلهم
باختيار لرضاء الملحدين
لم يخافوا الله في سفك دمي
لعبيد الله نسل الكافرين
و ابن سعد قد رماني عنوة
بجنود كوكوف الهاطلين
لا لشيء كان مني قبل ذا
غير فخري بضياء الفرقدين
بعلي الخير من بعد النبي
و النبي القرشي الوالدين
خيرة الله من الخلق أبي
ثم أمي فأنا ابن الخيرتين
فضة قد خلقت من ذهب
فأنا الفضة و ابن الذهبين
من له جد كجدي في الورى
أو كشيخي فأنا ابن القمرين
فاطم الزهراء أمي و أبي
قاصم الكفر ببدر و حنين
عروة الدين علي المرتضى
هادم الجيش مصلي القبلتين
و له في يوم أحد وقعة
شفت الغل بقبض العسكرين
ثم بالأحزاب و الفتح معا
كان فيها حتف أهل القبلتين
في سبيل الله ما ذا صنعت
أمة السوء معا بالعترتين
عترة البر التقي المصطفى
و علي القوم يوم الجحفلين
عبد الله غلاما يافعا
و قريش يعبدون الوثنين
و قلى الأوثان لم يسجد لها
مع قريش لا و لا طرفة عين
طعن الأبطال لما برزوا
يوم بدر و تبوك و حنين
ثم تقدم الحسين ع حتى وقف قبالة القوم و سيفه مصلت في يده
آيسا من نفسه عازما على الموت و هو يقول