responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 98

فَاطِمَةَ ع فَدَكاً وَ بَلَغَهَا ذَلِكَ‌[1] لَاثَتْ خِمَارَهَا[2] عَلَى رَأْسِهَا وَ اشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا[3] وَ أَقْبَلَتْ فِي لُمَةٍ[4] مِنْ حَفَدَتِهَا وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُيُولَهَا[5] مَا تَخْرِمُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص‌[6] حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ- وَ هُوَ فِي حَشَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ غَيْرِهِمْ‌[7] فَنِيطَتْ دُونَهَا مُلَاءَةٌ[8] فَجَلَسَتْ ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ‌[9] الْقَوْمُ لَهَا بِالْبُكَاءِ فَارْتَجَّ الْمَجْلِسُ ثُمَّ أَمْهَلَتْ هُنَيْئَةً حَتَّى إِذَا سَكَنَ نَشِيجُ الْقَوْمِ وَ هَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ افْتَتَحَتِ الْكَلَامَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِهِ فَعَادَ الْقَوْمُ فِي بُكَائِهِمْ فَلَمَّا أَمْسَكُوا عَادَتْ فِي كَلَامِهَا فَقَالَتْ ع الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ وَ لَهُ الشُّكْرُ عَلَى مَا أَلْهَمَ وَ الثَّنَاءُ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأَهَا وَ سُبُوغِ آلَاءٍ أَسْدَاهَا وَ تَمَامِ مِنَنٍ أَوْلَاهَا جَمَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ عَدَدُهَا وَ نَأَى عَنِ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا وَ تَفَاوَتَ عَنِ الْإِدْرَاكِ أَبَدُهَا وَ نَدَبَهُمْ لِاسْتِزَادَتِهَا بِالشُّكْرِ لِاتِّصَالِهَا وَ اسْتَحْمَدَ إِلَى الْخَلَائِقِ بِإِجْزَالِهَا وَ ثَنَّى بِالنَّدْبِ إِلَى أَمْثَالِهَا وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ كَلِمَةٌ جُعِلَ الْإِخْلَاصُ تَأْوِيلَهَا وَ ضُمِّنَ الْقُلُوبُ مَوْصُولَهَا وَ أَنَارَ فِي التَّفَكُّرِ مَعْقُولُهَا الْمُمْتَنِعُ مِنَ الْأَبْصَارِ رُؤْيَتُهُ وَ مِنَ الْأَلْسُنِ صِفَتُهُ وَ مِنَ الْأَوْهَامِ كَيْفِيَّتُهُ ابْتَدَعَ الْأَشْيَاءَ لَا مِنْ شَيْ‌ءٍ كَانَ قَبْلَهَا وَ أَنْشَأَهَا بِلَا احْتِذَاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَهَا كَوَّنَهَا بِقُدْرَتِهِ وَ ذَرَأَهَا بِمَشِيَّتِهِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى تَكْوِينِهَا وَ لَا فَائِدَةٍ لَهُ فِي تَصْوِيرِهَا إِلَّا تَثْبِيتاً لِحِكْمَتِهِ وَ تَنْبِيهاً عَلَى طَاعَتِهِ وَ إِظْهَاراً لِقُدْرَتِهِ تَعَبُّداً لِبَرِيَّتِهِ وَ إِعْزَازاً لِدَعْوَتِهِ ثُمَّ جَعَلَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ وَ وَضَعَ الْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ذِيَادَةً لِعِبَادِهِ مِنْ نَقِمَتِهِ‌


[1] قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: قال أبو بكر- يعني: الجوهريّ فحدّثني محمّد بن زكريا قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن عمارة الكندي قال: حدّثني أبي عن الحسين بن صالح بن حي قال: حدّثني رجلان من بني هاشم عن زينب بنت عليّ بن أبي طالب( ع).

قال: و قال جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه.

قال أبو بكر: و حدّثني عثمان بن عمران الجعفي عن نائل بن نجيح بن عمير بن شمر بن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام.

قال أبو بكر: و حدّثني أحمد بن محمّد بن يزيد عن عبد اللّه بن محمّد بن سليمان عن أبيه عن عبد اللّه بن حسن بن حسن قالوا جميعا لما بلغ فاطمة ... الخ.

[2] اللوث: الطي و الجمع، و لاث العمامة شدها و ربطها، و لاثت خمارها لفته و الخمار- بالكسر-: المقنعة، سميت بذلك لأنّ الرأس يخمر بها أي يغطى.

[3] الاشتمال بالشي‌ء: جعله شاملا و محيطا لنفسه- و الجلباب: الرداء و الإزار.

[4] في لمة: أي جماعة، و في بعض النسخ« في لميمة» بصيغة التصغير، أي جماعة قليلة، و الحفدة- بالتحريك-:

الأعوان و الخدم.

[5] أي إنّ أثوابها كانت طويلة تستر قدميها فكانت تطأها عند المشي، و في بعض النسخ« تجر أدراعها» و المعنى واحد.

[6] الخرم- بضم الخاء و سكون الراء-: الترك، و النقص، و العدول.

[7] الحشد. الجماعة.

[8] نيطت: علقت و ناط الشي‌ء: علقه، و الملامة الإزار.

[9] أجهش القوم: تهيئوا.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست