responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 97

ما من هذه القبائل أحد إلا و هو يتخضمه‌[1] كتخضم الثنية الإبل أوان الربيع فتعلم لو لا ذلك رجع الأمر إليه و إن كنا له كارهين أما إن هذه الدنيا أهون إليه من لقاء أحدنا للموت أ نسيت له يوم أحد و قد فررنا بأجمعنا و صعدنا الجبل و قد أحاطت به ملوك القوم و صناديدهم موقنين بقتله لا يجد محيصا للخروج من أوساطهم فلما أن سدد عليه القوم رماحهم نكس نفسه عن دابته حتى جاوزه طعان القوم ثم قام قائما في ركابيه و قد طرق عن سرجه و هو يقول يا الله يا الله يا جبرئيل يا جبرئيل يا محمد يا محمد النجاة النجاة ثم عمد إلى رئيس القوم فضربه ضربة على أم رأسه فبقي على فك واحد و لسان- ثم عمد إلى صاحب الراية العظمى فضربه ضربة على جمجمته ففلقها و مر السيف يهوي في جسده فبراه و دابته بنصفين و لما أن نظر القوم إلى ذلك انجفلوا من بين يديه فجعل يمسحهم بسيفه مسحا حتى تركهم جراثيم جمودا على تلعة من الأرض يتمرغون في حسرات المنايا يتجرعون كئوس الموت قد اختطف أرواحهم بسيفه و نحن نتوقع منه أكثر من ذلك و لم نكن نضبط من أنفسنا من مخافته حتى ابتدأت منك إليه التفاته و كان منه إليك ما تعلم و لو لا أنه نزلت آية من كتاب الله لكنا من الهالكين و هو قوله تعالى‌ وَ لَقَدْ عَفا عَنْكُمْ‌[2]. فاترك هذا الرجل ما تركك و لا يغرنك قول خالد أنه يقتله فإنه لا يجسر على ذلك و لو رام لكان أول مقتول بيده فإنه من ولد عبد مناف إذا هاجوا هيبوا و إذا غضبوا أدموا و لا سيما علي بن أبي طالب ع نابها الأكبر و سنامها الأطول و هامتها الأعظم- وَ السَّلامُ عَلى‌ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى‌.

احتجاج فاطمة الزهراء ع على القوم لما منعوها فدك و قولها لهم عند الوفاة بالإمامة

رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ‌[3] بِإِسْنَادِهِ عَنْ آبَائِهِ ع‌ أَنَّهُ لَمَّا أَجْمَعَ‌[4] أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ عَلَى مَنْعِ‌


[1] في بعض النسخ« يتهضمه كتهضم».

[2] آل عمران/ 125.

[3] هو عبد اللّه المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام في عمدة الطالب و إنّما سمي المحض لأنّ أباه الحسن بن الحسن( ع) و أمه فاطمة بنت الحسين( ع) و كان يشبه برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

و كان شيخ بني هاشم في زمانه، و قيل له: بما صرتم أفضل الناس؟ قال: لأنّ الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا و لا نتمنى أن نكون من أحد. و قال أبو الفرج الأصفهانيّ- في مقاتل الطالبيين- عند ذكر من قتل أيّام أبي جعفر المنصور:« و كان أبو جعفر المنصور قد طلب محمّدا و إبراهيم فلم يقدر عليهما فحبس عبد اللّه بن الحسن و إخوته و جماعة من أهل بيته بالمدينة ثمّ أحضرهم إلى الكوفة فحبسهم بها، فلما ظهر محمّد قتل عدة منهم في الحبس ..- إلى أن قال-: و عبد اللّه بن الحسن بن الحسن ابن عليّ بن أبي طالب( ع) يكنى أبا محمد ..- إلى أن قال-: و قتل عبد اللّه بن الحسن في محبسه بالهاشمية، و هو ابن خمس و سبعين، سنة خمس و أربعين و مائة».

و في معجم البلدان: و الهاشمية أيضا مدينة بناها السفاح بالكوفة إلى أن قال و بالهاشمية هذه حبس المنصور عبد اللّه بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه و من كان معه من أهل بيته.

[4] أجمع: أحكم النية و العزيمة.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست