الرِّيحِ فَقَالَ تَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مُحَمَّداً كَالْيَوْمِ قَطُّ- مَا أَشَدَّ مَا يُؤَكِّدُ لِابْنِ عَمِّهِ وَ إِنَّهُ يَعْقِدُ عَقْداً لَا يَحِلُّهُ إِلَّا كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَ بِرَسُولِهِ وَيْلٌ طَوِيلٌ لِمَنْ حَلَّ عَقْدَهُ قَالَ وَ الْتَفَتَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حِينَ سَمِعَ كَلَامَهُ فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّبِيِّ ص وَ قَالَ أَ مَا سَمِعْتَ مَا قَالَ هَذَا الرَّجُلُ قَالَ كَذَا وَ كَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ص يَا عُمَرُ أَ تَدْرِي مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ لَا قَالَ ذَلِكَ الرُّوحُ الْأَمِينُ جَبْرَئِيلُ فَإِيَّاكَ أَنْ تَحُلَّهُ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ فَاللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْكَ بِرَاءٌ.
ذكر تعيين الأئمة الطاهرة بعد النبي ص و احتجاج الله تعالى بمكانهم على كافة الخلق
رَوَى أَبُو بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً مَتَى يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ أَخْلُوَ بِكَ فَأَسْأَلُكَ عَنْهَا قَالَ لَهُ جَابِرٌ فِي أَيِّ الْأَحْوَالِ أَحْبَبْتَ فَخَلَا بِهِ أَبِي فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ وَ قَالَ لَهُ يَا جَابِرُ أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي يَدِ أُمِّي فَاطِمَةَ وَ مَا أَخْبَرَتْكَ بِهِ أُمِّي أَنَّهُ فِي ذَلِكَ اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ فَقَالَ جَابِرٌ أَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنِّي دَخَلْتُ عَلَى أُمِّكَ فَاطِمَةَ ص فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَهَنَّأْتُهَا بِوِلَادَةِ الْحُسَيْنِ ع وَ رَأَيْتُ فِي يَدِهَا لَوْحاً أَخْضَرَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ زُمُرُّدٍ وَ رَأَيْتُ فِيهِ كِتَاباً أَبْيَضَ شِبْهَ نُورِ الشَّمْسِ فَقُلْتُ لَهَا بِأُمِّي وَ أَبِي أَنْتِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا اللَّوْحُ؟
فَقَالَتْ ع هَذَا اللَّوْحُ أَهْدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِيهِ اسْمُ أَبِي وَ اسْمُ بَعْلِي وَ اسْمُ ابْنَيَّ وَ أَسْمَاءُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي فَأَعْطَانِيهِ أَبِي لِيَسُرَّنِي بِذَلِكَ قَالَ جَابِرٌ فَأَعْطَتْنِيهِ أُمُّكَ ع فَقَرَأْتُهُ وَ اسْتَنْسَخْتُهُ قَالَ لَهُ أَبِي فَهَلْ لَكِ يَا جَابِرُ أَنْ تَعْرِضَهُ عَلَيَّ؟ قَالَ نَعَمْ فَمَشَى مَعَهُ أَبِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَنْزِلِ جَابِرٍ وَ أَخْرَجَ إِلَى أَبِي صَحِيفَةً مِنْ رَقٍّ وَ قَالَ يَا جَابِرُ انْظُرْ فِي كِتَابِكَ لِأَقْرَأَ عَلَيْكَ فَنَظَرَ جَابِرٌ فِي نُسْخَتِهِ وَ قَرَأَ أَبِي فَمَا خَالَفَ حَرْفٌ حَرْفاً قَالَ جَابِرٌ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنِّي هَكَذَا رَأَيْتُ فِي اللَّوْحِ مَكْتُوباً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ رَسُولِهِ وَ نُورِهِ وَ سَفِيرِهِ وَ حِجَابِهِ وَ دَلِيلِهِ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَظِّمْ يَا مُحَمَّدُ أَسْمَائِي وَ اشْكُرْ نَعْمَائِي وَ لَا تَجْحَدْ آلَائِي فَإِنِّي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ وَ مُذِلُّ الظَّالِمِينَ وَ دَيَّانُ يَوْمِ الدِّينِ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا مَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي أَوْ خَافَ غَيْرَ عَدْلِي عَذَّبْتُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ فَإِيَّايَ فَاعْبُدْ وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً فَأُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ وَ انْقَضَتْ مُدَّتُهُ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَصِيّاً وَ إِنِّي فَضَّلْتُكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَ فَضَّلْتُ وَصِيَّكَ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ وَ أَكْرَمْتُكَ بِشِبْلَيْكَ بَعْدَهُ وَ سِبْطَيْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ فَجَعَلْتُ حَسَناً مَعْدِنَ عِلْمِي بَعْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ وَ جَعَلْتُ حُسَيْناً خَازِنَ عِلْمِي وَ أَكْرَمْتُهُ بِالشَّهَادَةِ وَ خَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ وَ هُوَ أَفْضَلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ وَ أَرْفَعُ الشُّهَدَاءِ دَرَجَةً وَ جَعَلْتُ كَلِمَتِيَ التَّامَّةَ مَعَهُ وَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةَ عِنْدَهُ-